مقالات

تمسكوا بعصى المواطنة !؟

بقلم عمر الناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي..

لازلنا ندور في فلك التقوقع الفكري الاعمى ولازلنا مصرين على ان من يخالفنا في الرأي هو حتماً يكن لنا اما الحقد او الكراهية بينما الواقع يقول نحن اليوم بأمس الحاجة الى التثقيف العالي لرفع منسوب التوعية والانفتاح على الجميع بسبب كبر حجم المسؤولية ونحن اليوم بأمس الحاجة لعقول تتخذ من الحكمة والوسطية اساساً لها في تعاملاتها الانسانية لكوننا بحاجة لصعقة ذهنية او حتى كهربائية تجعل من الماضي التليد عبرة لنا في تحديد اتجاه تطلعاتنا المستقبلية، لان الاصوات الوطنية التي كان لها وقعها المؤثر تكاد ان تختفي اليوم بين ضجيج ونعيق الغربان التي مالبثت ان تمزق وتنهش من جسد اللحمة الوطنية واصرارها على دق الاسفين حتى بين صفائح الدم البشرية.

انا اليوم من الذين يؤمنون بأن صوت الاعتدال هو اقل تأثيراً وقوة من صوت قرقعة البنادق وازيز الرصاص واعلم ان الموعضة الحسنة التي نؤمن بها هي المشكاة التي تحتوي شعاع الامل القادم يوماً ما حتى وان كانت تلفظ انفاسها الاخيرة ولم تجد لها مكاناً تستوطن فيه ، بل انني اعرف واكاد ان اجزم بأن القلة القليلة من هؤلاء اصبحوا بين مطرقة جمهورها الخائف من رفع صوته ومابين سندان الامعات والفاسدين المرّوجين للافكار الطائفية و العنصرية والشوفينية في وقت يكاد يضمحل فيه الدعم والاسناد الفكري والتوعوي للقسم الاول وازدياد نشر وبث السموم الفكرية للقسم الاخر.

ان غياب اصحاب الحل والعقد وذوي الشجاعة والمروءة وعدم اخذهم الجدية في تحمل المهمة الملقاة على عاتقهم هو تخلي عن المسؤولية الوطنية والاخلاقية في ظل استمرار تواجد الانتهازيين والنفعيين المهتميين بشراء ذمم البعض من الرموز المجتمعية عشائرية كانت او اكاديمية سيكون لذلك قطعاً اثاره السلبية على البنية الاساسية لمجتمعنا التي بدأت طلائع تماسكه تترنح بل في طريقها للانهيار ، علينا اليوم ان نشعر بأهمية وضرورة نبذ الانا والعمل على تقبل بعضنا فأختلاف الرأي كما يقال لايفسد في الود قضية وضرورة العمل على ايجاد مشتركات حقيقية وحلول ناجعة كفيلة لحل الازمات تستند الى استراتيجية نوعية قادرة على سد الثغرات وتقوية العلاقات التي هي اساس متين لقوة ووحدة المجتمعات. ..

ان موضوع استيعاب الاخر هو جزء لايتجزأ من ثقافة نشر المحبة واعلاء قيم التسامح والمُثُل العليا السامية بين الافراد وان الانصات الى لغة العقل والحكمة وتغليب المصلحة العامة على كل الاعتبارات هي قطعاً اسمى الغايات واعظم المتبنيات التي ينبغي علينا الذهاب باتجاهها.

نحن نشعر بخطر التشرذهم والتفتت عندما نراه في عيون بقية المجتمعات لاجل الاستفادة من تجاربهم في درأ الهفوات سواء كانت على مستوى الافراد او بأعلى المستويات ، مهمتنا جميعاً الدفع باتجاه رأب الصدع الذي يحصل داخل البيت العراقي ولابد لنا اليوم من وقفه واقعية حقيقية جادة وفاعلة تجاه لمنع التصدع وتجنب شق عصى المواطنة والاخوّة المجتمعية .

وان الابتعاد عن اللغط وخلط الاوراق وتجنب التصريحات اللامسؤولة التي قد تزيد الهوة وتوسع الفجوة وتغرس بذرة الكراهية تجاه الاخرين واستبدالها بثقافة قبول الاخر بلا حقدٍ ولاضغينه ، واعتقد ان من واجبنا اليوم كمثقفين واكاديميين واعلام العمل على لم الشمل وابعاد خطر التشظي الذي يؤدي الى مزيد من التفرقه في وقت نحن فيه بأمس الحاجه الى سماع صدى صوت الضمير الانساني الحي واعلاء نبرة التسامح ازاء جميع الاشكالات التي يكون فيها الحوار هو الحاضر الاقوى في حسم المواقف.

عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار