مقالات

“الفرقة والدعاية الطائفية” بضاعة السياسيين المُفلسين!

محمد وذاح:-

إفلاس الكثير من السياسيين العراقيين بعد تجربة طالت أكثر من 17 عاماً، من تقديم منجز يذكر للشعب العراقي عموماً ومجتمعاتهم وممثليهم بصورة خاصة، يدفعهم للجوء الى استثمار “الدعاية الطائفية” وهي بضاعة طالما كانت رائجة للكسب السياسي، لتشتعل بسببهم حرب طائفية مجتمعية خسر بسببها جميع العراقيين!

ومن هؤلاء السياسيين، الذين طالما عرفوا بمنهجهم الطائفي وإشعال نار الفرقة ودق إسفين الخلاف بين المجتمع العراقي الواحد، النائب ظافر العاني، الذي يمثل وأحد من أيقونات إشعال الحرب الطائفية إبان عامي (2006-2007)، والتي كانت ما إن تخبو نارها حتى يزيد أورها بتصريحاته الطائفية.

فقد أدلى العاني مؤخراً بتصريح استفزازي، تسبب بإثارة موجة من ردود فعل ساخطة، على المستوى السياسي والشعبي، حين استغل القضية الفلسطينية ليطعن بالعراقيين الذين تعاطفوا مع حق الشعب الفلسطيني في خيار المقاومة لتحرير أرضهم من الاحتلال الإسرائيلي.

وقال العاني في تغريدة عبر صفحته في موقع التواصل الإجتماعي (تويتر)، إنه “من سلم بغداد للاحتلال الأمريكي لا يمكن تصديق شعاراته بأنه يتبنى تحرير القدس من ربيبتها إسرائيل”، معتبراً أن “الحرية والمقاومة كالشرف لايمكن تجزئتها”.

تصريح النائب ظافر العاني، دعا السياسي البارز وعضو مجلس النواب السابق، عزت الشابندر، إلى الرد بالقول إن “الظافر من لا يتجزأ الشرف عنده، ويعنيه انّ الفضلَ بوحدته لا بقسمته”!.‏

وأضاف الشابندر في تغريدة على صفحته في موقع “تويتر”، أن “الأمريكي لم يستأذن أحداً في غزوها واحتلالها، لكن الفرق كبير بين مَن سلّمَ بغداد له ومن دافع عنها وعن اهلها، وبين من لايزال يقاتله لبقائِه ومن يغازله لإبقائهِ”، وهو تجريح وتلميح من الشابندر بأن تصريح زميله السابق ونده السياسي “ظافر العاني” يسبب الفرقة بسبب طعنه بمن يتعاطف مع قضية الفلسطينيين ممن يرفع شعار المقاومة!!.

الردود السياسية على “العاني” أخذت صداها بشكل واسع وتحولت إلى كرت ثلج تزداد وتكبر دائرتها خاصة في مواقع التواصل الإجتماعي، حتى أنها أخرجت النائب عن تحالف الفتح، أحمد الأسدي، عن هدوءهِ المعهود.

فقد أعتبر الأسدي في تدوينه على تويتر: أنه “لو كان للبعث وأزلامه شرف لسألناهم عنه لكنهم باعوه حينما أوغلوا في العراقيين قتلا وترويعا ثم انهزم قائدهم في حفرة وسلم العراق للأمريكان”، مذكراً العاني بالقول: إنّ “الشرفاء الصادقين هم رجال الفتوى الذين صانوا الأرض والعرض فرسان الحشد وأبطال القوات المسلحة وسيكثر عويل ظافر وأمثاله ما دام العراق شامخا بفرسانه”.

ويبدو أن النائب ظافر العاني، لا يترك فرصة إلا واستثمرها لإدلاء بتصريحات تزيد التوتر والخلافات السياسية، فقد أثارت تصريحاته في وقت سابق، خلال مشاركته في اجتماع البرلمان العربي الذي استضافته العاصمة المصرية القاهرة، أزمة سياسية في بغداد، على خلفية مطالبة قوى سياسية، بمحاسبة العاني وإقالته من البرلمان.

وتأتي هذه الأزمة السياسية على خلفية كلمة للعاني، تحدث فيها عن انتهاكات حقوق الإنسان في العراق، وضرورة الالتفات إليها من قبل المنظمات الدولية، خاصة فيما يتعلق بملف المختطفين العراقيين وقمع المتظاهرين وتهجير أهالي مدينة جرف الصخر على فصائل مسلحة.

وعقب تصريحات العاني، دعا نائب رئيس البرلمان وعضو التيار الصدري، حسن الكعبي، إلى طرد النائب ظافر العاني، مشيراً، في بيان، إلى أن ما تحدث به النائب العاني دعاية انتخابية طائفية رخيصة.

🛑 تنويه: المعلومات والآراء الواردة في هذا المحتوى تمثل رأي مؤلفها ولا تعكس بالضرورة رأي أو سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار