مقالات

داعش من هدم الاسوار الى لعق الجراح

✒️عمر ناصر/ كاتب وباحث في الشأن السياسي

عند الاقدام على صناعة اي حركة دينية او عنصرية متطرفة فاننا نحتاج الى ان يصاحب هذه الصناعة تأثير بروبوگاندا وترويج اعلامي عالي الدقة لتأثيراتها وعادة ما يكون هذا التأثير له امتداد وعمق فكري للكثير من الحركات الراديكالية المشابهة لنفس الايدلوجية الموجودة في الوجه الاخر من الكوكب وبغض النظر عن نوع الدين لكون النواة الاساسية للتعصب عادة ما تكون بذرتها مستندة على مبدأ ديني او قومي.

اليوم نرى دخول هذه التنظيمات بمرحلة جديدة من تطور الافكار الجهادية التي بدأت تتحول الى فلسفة تحقيق المكتسبات السياسية بعد ان فشلت في تحقيق شيء ملموس من العمل العسكري وذلك من خلال اهداف كانت قد رسم لها قادتها خارطة طريق لجذب عقول الشباب الثوري وتحريك الحس والانتماء الديني لديهم بدليل نجاح الاتفاق السياسي و تنفيذ الصلح التاريخي بين قادة طالبان والولايات المتحدة قبل شهرين من الان.

ولازال البعض منا يعتقد بأن فترة الهدوء النسبي او الصمت العسكري الذي يمر به تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) خلال الفترة المنصرمة هو انتهاء تام لوجوده او اضعاف لقدراته من خلال اخماد روحه القتالية بالرغم من وجود خلايا مازالت تحت تأثير البنج الموضعي التي تراقب عن كثب ماتؤول اليه نتائج ألاحداث السياسيه لغرض ايجاد ثغرات يكون الغرض منها انتقاء اهداف نوعية وفي اوقات زمنية متباعدة تلحق خسائر اكبر مما لو كانت عمليات يومية كما كان يحدث في الفترة بين عام ٢٠٠٦ وعام ٢٠١٤، ويبدو ان عملية الانتقال لهذه الاستراتيجية تعزى لعاملين الاول فقدان التنظيم الكثير من الحواضن التي كان لها الدور الاساس في تهيئة المناخ المناسب لتلك الهجمات ، وفقدان السيطرة على منابع النفط وتجفيف المصادر الاساسي للتمويل من قبل الدولة والتحالف الدولي.

باعتقادي ان كل ماقيل اليوم من تحليل وقراءات من قبل الولايات المتحدة بخصوص عودة داعش اقوى من السابق ماهو الا هالة كبيرة وورقة ضغط سياسية تستخدم عادة لتحقيق اهداف استراتيجية في الشرق الاوسط منها اعادة الانتشار ىضبط ايقاع القواعد العسكرية في ظل ارتفاع حرارة التوتر الحاصل بين دول المنطقة ولاسيما ان التنظيم اليوم يمر باقسى ظروف ديمومته في محاولة للملمة جراحه في ظل تداعيات انهيار اسعار النفط والازمة المالية العالمية الخانقه وتداعياتها على المشهد الاقتصادي وتوقف الارض عن الدوران بسبب تداعيات الانسة كورونا اذا اردنا المبالغ قليلاً ، انتهاج داعش لسياسة ( تلون الحرباء ) من اجل السيطرة الكلية على المناطق التي كان له فيها عمق ونفوذ لم تعد اليوم مقبولة حتى لو تعرض اهلها مجددا للظلم من قبل الحكومة او من بعض الفصائل المسلحه وبالتالي بأمكاننا وصف مايمر به التنظيم ما هو الا محاولة للعق للجراح .

انتهى …
عمر ناصر / كاتب وباحث في الشأن السياسي

خارج النص / الانتخابات المقبلة ستعيد مشهد العمليات الارهابية الى الواجهة اذا مااستمر التسقيط السياسي على وتيرته المعروفة .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار