الثقافية

ما حجبه الله كان أعظم

اعداد : محمد الطواب

في يوم من الايام خرج رجل في سفر طويل مع ابن له وكان معهما دابة وضعا عليها كل امتعتهم، وكانت رحلتهما مرهقة و طويلة استغرقت اكثر من يومين، وكان الرجل يردد طوال الطريق : ما حجبه الله عنا كان اعظم ! وكان الولد يستمع الي هذه الجملة دون أن يعلق عليها، وبينما هما يسيران في الطريق تعثرت الدابة و كُسرت ساقها فقال الرجل : ما حجبه الله عنا كان أعظم!!
فأخذ كل منهما يحمل متاعه علي ظهره وانطلقا معاً يكملان طريقهما وفي الطريق كُسرت قدم الرجل الاب ، فأصبح الرجل يمشي يجر رجله جرًّا غير قادر علي حمل اي شئ علي ظهره ولكنه استمر في ترديد : ما حجبه الله عنا كان اعظم !
فما كان من الابن الا ان قام بحمل متاعه ومتاع ابيه ايضاً علي ظهره وانطلقا معاً يكملان السير، وفي الطريق لدغت الابن افعي، فوقع علي الارض من شدة الألم، و لكن الاب عاد ليردد : ما حجبه الله عنا كان اعظم !! هنا استشاط الابن غضباً وقال لابيه : وهل هناك ما هو اعظم من كل ما اصابنا حتى الآن يا ابى ؟! لم يجب الاب عن تساؤل الابن ، وبعد أن شفي الابن واستطاع الحركة اكملا السير في طريقهما مرة اخري .
وعندما وصلا الي المدينة فإذا بها قد ضربها زلزال قوي جداً اباد كل ما عليها وانهارت المدينة تماماّ و لم يترك وراءه احد ، في هذه اللحظة نظر الاب الي ابنه قائلاً : ارأيت يا بني ؟ لو لم يصبنا ما اصابنا خلال طريقنا لكنا وصلنا مبكراً ولأصابنا ما هو اعظم وكنا الآن في تعداد الاموات ولكن الله عز وجل حجب عنا ما كان اعظم برحمته التي وسعت كل شئ . و عسى ان تكرهوا شيئا و هو خير لكم …

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار