الثقافية

محمد عريبي يرحل،فتعود الذكريات

محمد عريبي يرحل،فتعود الذكريات
ـــــــــــــــــــ
د.أمل الأسدي
2021/4/3
صباح “الحرية”  هذا اليوم حزين!!
استيقظ الحزن قبل الناس، وعلا صوت الذكريات، علا صوت الفقد القديم، تئن الكرامةُ إذ تذكرت هتكَ بياضِها!! وهذه الأم تجلس في باب منزلها الصغير، تضع يدها تحت خدها الأيمن الذي نحتته الجراح،تبكي وتبكي معها العصافير وتواسيها الجدران،تتمتم  بصوتها الجنوبي:راح ومشا وليدي
تبكي والذكريات تلوك وجهها، وكلما علا صوت المشيعين ازداد أنينها!!
رحل محمد عريبي
رحل من أعاد الهيبة لـ(شيلتها)
كان شجاعا، عباءته منسوجة من حزننا،من نظرات اليتامی، من تراب  المقابر الجماعية، من أنين النخلة المستباحة،من لوعة(عگال)الأب الفاقد، من جماجم الأطفال،من جوعنا،من لوعة الأم التي تدوس علی كرامتها وهي تستجدي المال لشراء الدواء لوحيدها المريض!!
من أنفاس الجنوبية التي مرغها البعث وهي تتوسل لإنقاذ ابنها!!
محمد عريبي، رحيلكَ موحشٌ، فتح خزانة الوجوه الراحلة!!
من نتذكر؟
من ننسی؟
رسائل الشهداء مازالت تحمل حسراتهم!
خطوطها مرتعشة!
صفراء تشبه وجوه أصحابها المصعوقين بالكهرباء!!
أيها الموت،أيها الزائر الحتمي،ماذا لو ترفقت بنا؟
ماذا لو غيّرت خرائطك؟ دع الشجاعة تمشي بيننا!!
املأ عربتك بالجبناء وامض ولا تلتفت!!
لماذا تنتقي بذكاء؟
محمد عريبي،شكرا ليديك التي أعادت شيلة أمي، وعگال والدي!!
السلام عليكَ يامذل البعث
السلام عليك يا مهين الطغاة
السلام عليك يا مُلجم العوجة!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار