الرياضية

كتب الكابتن نور صبري مقال بعنوان : المقصلة !

نور صبري:

أحزنتني كثيراً ظاهرة إقالة المدربين في الدوري العراقي، فحتى هذه اللحظة، وللأسف الشديد، تم تغيير 19 مدربا!.. نعم 19 مدربا، لمَ الاستغراب؟ الظاهرة ربما غريبة وتنم عن جهل إداري بحت، لكن دعونا نقلب الأوراق لعلنا نصل لنتيجة.

وقبل الغوص في هذا الموضوع، علينا أن نتفق جميعا على أن إدارات الأندية تتحمل الجزء الأكبر من هذه المثلبة، فهل يعقل أن 19 مدربا مذنبون!… هل نصدق أن إدارات الأندية وفرت لهم مستلزمات النجاح!.. هل كانت أدوات المدرب متوفرة وتعمل بشكل جيد؟.. هذه التساؤلات وغيرها الكثير ربما تبرئ ساحات الكثير من المدربين ممن طاولتهم مقصلة الإقالة في دورينا، لا بل وصل الحال إلى أن نرى فريقا يغير المدرب بعد كل ثلاث جولات أو أربع، وهذه كارثة كبيرة تجتاح أنديتنا، وطامة كبرى تقع على رؤوس مدربينا، فالجهل الإداري أصبح السمة البارزة للتعامل مع المدربين، والشخصنة والأهواء وحب الظهور هي التي تتصدر مشهد بعض رؤوساء الأندية، والحليم تكفيه الإشارة!

أيوب أوديشو، مدرب القوة الجوية، ويحيى علوان، مدرب النفط، وعباس عطية، مدرب الكهرباء، وعصام حمد، المدير الفني لأمانة بغداد، هم أربعة من أصل عشرين مدربا طالهم التغيير. ولو ألقينا نظرة سريعة على واقع عمل كل منهم، سنجد أن أوديشو يتصدر الدوري وفريقه في أحسن حال، وبالتأكيد هو بعيد عن شبح المقصلة أو الإقالة، فيما المدرب القدير يحيى علوان، يعمل بالممكن في ظل الأزمة المالية التي تضرب إدارة ناديه النفط، ومع ذلك نتائج الفريق تعتبر مقبولة نوعا ما قياسا بظروف النادي.

أما عباس عطية، مدرب الكهرباء، فإن إدارة ناديه منحته الثقة عطفا على تفاوت النتائج بين مد وجزر، وعصام حمد، مدرب أمانة بغداد، هو الآخر نجا من مقصلة الإقالة، وما يحسب لإدارة فريقه هو الصبر عليه، وهذا ما جعل النتائج تتحسن بعض الشيء، أما البقية، فقد حزموا حقائبهم، منهم من وجد الجو غير ملائم للعمل، ومنهم من حملته الإدارات سوء النتائج، وفق مبدأ أن المدرب هو الحلقة الأضعف وهو الذي يتحمل وزر كل شيء، وهو مبدأ خاطئ أسسته الإدارات ودفع ثمنه المدربون. والسؤال هو: من يحمي المدربين من مقصلة الإقالات؟ فالأمر يا سادة بات لا يحتمل على الإطلاق.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار