المحلية

الاعلام والنفاق وجهان لعملة واحدة

قيس النجم …
النفخ في الفكرة العادية، تعني أن مقالاً مؤثراً جذاباً، في الطريق للظهور، بمعنى أن القارئ، سيقتنع برأي الكاتب، فهناك جمل مختصرة تعادل مقالاً برمته، فالقارئ ناقد شرس يميل للهجوم، والأجدر بالكاتب أن يكون مشاكساً صياداً.
مثلاً يوجد فرق بأن يقال: أن السيد فلان الفلاني لا يصلح في قيادة نقابة الصحفيين، لأسباب يعلمها جلنا، واولها المحسوبية والكيل بمكيالين و، و، و، و، وأخيراً لا يصلح ان يدير وكالة اخبارية، وبين أن يصدح الكاتب بقوله: بأن المتصدرين في المشهد الإعلامي، أغلبهم غير جديرون في ان يديروا هكذا مناصب، متناسين انه تكليف وليس تشرف .
الكاتب الأول حين ذكر اسم فلان الفلاني وتم تشخيصه في مقالته، بأنه لا يصلح بقيادة وكالة إخبارية، وليس نقابة بحجم الصحفيين، وانه يعشق المحسوبية، ويكيل بمكيالين، سيكون عرضة للمسائلة في قانون العقوبات “التشهير” لذا على الكاتب ان يكون حذراً وذكياً في نفس الوقت، أما الكاتب الثاني لم يتطرق الى اسم او كنية، فكان ذكيا في التعامل مع الحدث، وبعيداً عن المسائلة القانونية، عندما قال: أغلبهم ولم يقل الكل، فالجمع يعرض الكاتب الى المسائلة، والامثلة تضرب ولا تقاس.
الاعلاميون والصحفيون الشجعان، كأنهم في رحلة حج، شارك فيها الناس من كل فج عميق، لتطوف المشاعر والدموع، حول جثامين الأبرياء منهم، الذين لا ذنب لهم إلا الدفاع عن الكلمة الصادقة، لخدمة بلدهم، وحمايته من الذئاب البشرية الذين مزقوا جسد العراق دون رحمة، ولكن ما يحز في النفس ويجرح المشاعر، هو التجاهل واللامبالاة لمن يسير على خطى من سبقوه، من رجال الاعلام الابطال، وهم يزفون نحو مقبرة الشهداء، لينعم الخونة والذئاب والجبناء، وهم جالسون على عروش السيادة الإعلامية والسياسية على السواء.
من الممكن أن يكون الإنسان ناقداً، ولكن ليس كل إنسان، يمكن أن يكون مصلحاً وحكيماً في وضعنا الراهن، لأن الذئاب هي من تحدد الحياة ومشاهدها الأخيرة، فأخذت الصحافة تتقاسم مع المغدورين الدفء والبقاء، ثم أن حرب الأكاذيب والإشاعات، التي أبتدعها الحاقدون، صنعت ما صنعت في عراقنا، لذا أدرك العاملون في مهنة المتاعب، قول المستشار الألماني بسمارك: (يكثر الكذب قبل الانتخابات، وأثناء الحرب، وبعد الصيد) فأي صيد حدث في بلد تكالبت عليه الذئاب من كل حدب وصوب؟.
ختاماً: لا أعلم على ماذا كنا نتكلم، وحول أي موضوع..! لان الكلام عن الاعلام والظلم والتجاهل والمخاطرة، التي يتعرضون لها أصبح أسطوانة مشروخ، المهم عليك ان تتعلم كيف تكون متملقاً وذو وجهين، حتى تستطيع أن تقدس هبل الاعلام، وان تصبح احد الرهبان في معبد المنافقين، وتتحمل الذل من أجل ان تصبح اعلامياً معروفاً بين اخوتك المنافقين، ممن يدعون أنهم صحفيون.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار