السياسية

وقفة تحليلية لزيارة رئيس دولة الفاتيكان

بقلم: حسين الركابي..
لا شك ان زيارة البابا رئيس دولة الفاتيكان؛ في هذا الوقت والظروف المربكة في المنطقة، والصراع على النفوذ واجتياح جائحة كارونا، والعراق قلب هذه الاحداث له عدة مدلولات.
أولا: ان البابا رئيس دولة الفاتيكان الذي يقود 60% من سكان الكرة الأرضية دينيا وعقائديا، ويؤمن به اتباعه ايمانا مطلقا، والرجل الأول في العالم الذي يمتلك الجاه والمال والسلطان، وهو يعد نفسة فوق الملوك والرؤساء والسلاطين، ولا يحتاج الى أي شيء من هذا القبيل؛ اذن علينا ان نقول بالمنظار الديني هي تحريك الاهي للرسائل السماوية، والتقاء رسال السلام والاعتدال بعد ان ملئت الأرض ظلما وجورا، ولا اعتقد يختلف عقلاء اثنان على المرجع الإسلامي علي السيستاني: وهو الذي حمل رسالة السلام منذ تولية المرجعية الدينية، نهاية ثمانينات القرن المنصرم في النجف الاشرف؛ وهناك عدة رسال تذكر له مثال السنة انفسنا والحفاظ على الأقليات الخ….. وهذه الرسائل هي كفيله بإظهار سريرة الانسان بما يحمل.
ثانيا: ان العراق دخل ضمن الاهتمام الدولي والإقليمي واصبح تحت المنظار العالمي، دينيا وامنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياحيا، وهذا الامر بالتأكيد سوف تقف امامه أقاليم ودول وكتل وتجمعات على جميع الأصعدة، مثال المنظومة الإسلامية في العالم عددها يفوق المليار والنصف بقليل، بمذاهبها الأربعة: اقل من نصف المليار هم الطائفة الشيعية، أماكن الأكثرية للشيعة ايران- نيجيريا- العراق- اليمن- البحرين- سوريا- لبنان الكويت- السعودية؛ وباقي الدول معظم الشيعة في هذه الدول يقلدون ولاية الفقيه( أي حوزة قم في ايران)، وهذا الامر ضمن المنطق العرفي والسائد ان الحكم للأغلبية، ولذلك وضعت عدة نقاط استفهامية على زيارة البابا الى المرجع العراقي في النجف الاشرف السيد السيستاني، الذي لا يتجاوز عدد مقلدي في العالم 30 مليون او اكثر بقليل، وهو لا يساوي ربع مقلدي ولاية الفقيه.
ثالثا: الجانب الاسلامي الاخر وهي المذاهب الأخرى الحنبلي- الشافعي- المالكي؛ ويفوق عدد اتباعهم مليار وربع، وهذا العدد ضمن الحسابات العقلية عدد كبير جدا، ومركز قيادتهم وثقلهم السعودية، التي تضم الأجساد الطاهرة النبي واهل بيته وأصحابه؛ وشيد على ارضها الكعبة المطهرة، ولا يختلف عليه احد من المذاهب الإسلامية الأربعة، والمدرسة الرسمية للسنه هو جامع الازهر في مصر، وبذلك يعدون انفسهم هم قيادة المنظومة الإسلامية، ومن يريد الدخول للمنظمة الإسلامية، الا من خلال السعودية او مصر، فزيارة البابا جاءت بمثابة سحب البساط من الأطراف التي كانت تعتمد على الاعداد بالأرقام( الأكثرية).
رابعا: الذي سقط هذه الاعداد الإسلامية الكبيرة في نظر العالم الغربي، هو الصراع على النفوذ في المنطقة، وولادات مشوهة المجموعات الإرهابية ضمن المنظومة الإسلامية، واصبح يكفر بعضها البعض ويقتل بعضها البعض، فأصبحت امه خاوية لا تقوى على إدارة نفسها، ولا مؤسستها الإسلامية ولا الأخلاقية، ولهذا الامر لم ولان تستطيع تحمل راية السلام، او حتى لا تقوى على التحدث بالسلام والمحبة والتسامح، ولهذا جاءت الزيارة للمرجع العراقي السيد علي السيستاني؛ كونه لم يتحدث بالعنف بكلمه واحدة وحرم إراقة الدماء لكل بني البشر؛ الا أولئك التكفيرين والدواعش، وأيضا امر بعدم قتل اسراهم وحافظ على جميع الطوائف والقوميات بدون تميز.
خامسا: نجحت الزيارة للبابا رئيس دولة الفاتيكان بكل المقايس، على المستوى الديني ومعرفة العالم اجمع بمرجعية الإسلام الحقيقية، والتي تحمل الرسالة المحمدية السماوية السمحاء، وسحب البساط من الذين يدعون الإسلام بالإرهاب، والقتل والتهجير والمشانق والتقطيع، وفتح بوابة العراق السياحية والاقتصادية للعالم، واصبح امن واستقرار العراق جزء من المنظومة العالمية امنيا واقتصاديا؛ كون يحمل معلم مهم في جنوب العراق، وهو مولد وبيت نبي الله إبراهيم ويقر بحج هذا البيت اكثر من ثلثي سكان الكرة الأرضية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار