المحلية

البابا في بلاد علي بابا

حسن حنظل النصار..
لعل ابرز مايمكن ان يهتم به المتابع لمجريات زيارة البابا فرنسيس الى العراق عدا القداس والصلوات وزيارة الاماكن المقدسة ولقاء زعامات دينية محترمة هو تهافت كبار السياسيين الفاسدين ومسببي مشاكل العراق على الحضور والمشاركة في استقباله والتقاط الصور التذكارية والحديث عن الزيارة واهميتها وعظمة العراق التي استدعت ان يتحول قرار زيارة وادي الرافدين الئ حلم تاريخي لزعامات الفاتيكان منذ عقود طويلة حتى انهم سيشيرون في ادعائهم الفهم ان البابا فرنسيس قرر التحدي وبشجاعة وبعث برسالة واضحة للعالم ان العراق بلد امن ويستحق الزيارة.
نعم العراق بلد امن وجميل ومقبل على مستقبل مختلف لكن المشكلة تكمن في وجود الفاسدين الذين يصرون على ممارسة السرقة ،سرقة احلام شعب بكامله وسرقة ثرواته والاصرار على السرقة برغم امتلاء خزائنهم بالدولارات والذهب وشراء العقارات في كل مكان وملاحقة النساء من مختلف الجنسيات وفتح حسابات خاصة بالاستمتاع الجسدي وللحصول على مالذ وطاب وشراء الذهب والثياب لنساءهم المحرومات من ذلك لولا ان ازواجهن الفاسدين جاءوا بطريق الصدفة لحكم (خان جغان) وسرقته بكل صنوف الاحتيال والدونية والحقارة وعدم الحياء وموت الضمير والوجدان وغياب الروح الانسانية وكأني بالبابا يخطب فيهم همسا ان كفوا سرقاتكم وعمروا بلدكم وعودوا الى رشدكم قبل فوات الاوان.
زيارة البابا مهمة للغاية ولكنها ضرورية ايضا ليطلع على انحرافات الساسة والسراق بدلا من ان يكتفي بالاستماع والمعلومات التي تبدوا احيانا وكانها غير مؤكدة وتحتاج الى التدقيق والتمحيص والبحث والتقصي في بلد تكثر فيه الخيرات والثروات مثلما تكثر فيها عذابات ومعاناة طبقات اجتماعية عدة عانت من ويلات الحروب والحصارات والمظالم على مدى عقود كاملة ازهقت الارواح وشردت الاحرار وكسرت رقاب الثوار الباحثين عن خلاص وكان قدر العراق الى ان يغادر دكتاتورية صدام الى دكتاتورية الفساد والضياع والاحلام المقتولة وكان مايجري اليوم هو امتداد لحكم البعث وتجبره على الحياة العراقية وتضييعها وتدمير معالمها الحضارية والانسانية.
اهلا بالبابا في بلاد علي بابا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار