مقالات

الدوائر الرسمية العراقية

حسن حنظل النصار..
عبارة عن متاهات لتدويخ المواطن المغلوب على أمره ، فقد استبدل النظام الفاسد مديريات الأمن والأستخبارات التي كانت اماكن للتعذيب و سلخ الجلود الى هذه الدوائر المنهارة اخلاقيا ..
هذه الدوائر التي تشبه الى حدما لعبة الحية والدرج ، سرعان ما يجد المواطن نفسه بعد عناء شديد في ان يعود الى الوراء ويقطع مسافات بعيدة من اجل أن يأتي بتوقيع أو كتاب لاقيمة له في المعاملة ، وقد يضاف اليها كقيل او كفيلان كي تزداد العملية مشقة وصعوبة ودوران داخل جدران تلك الأبنية المشؤومة ، و يبقى المراجع يصعد وينزل من باب الى باب ، فباب يصده وباب يرده دون نهاية سعيدة ، علما ان الدوائر العراقية ليس فيها مصاعد الا ماندر في العاصمة بغداد فقط ..
اذهب ، تعال باجر ، هات توقيع ، بطاقة تموينية ، اصلي مو استنساخ ، كفيل ، بصمة ، لعبان نفس ، كل هذا الروتين القاتل من اجل معاملة بسيطة مثل نقل أثاث بيتية من محافظة الى أخرى ..
العالم تقدم واصبحت الدوائر تعمل عن بعد ، والكورونا احدثت قفزة نوعية في مثل تلك الظروف ..بينما العراق يرجع الى الوراء يدوس بالوحل و الطين ، ودوائر متهرئة ، كئيبة تجعل من المواطن يلعن اليوم الذي اخرجته أمه الى الدنيا في هذا البلد ..!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار