السياسية

السيد عمار الحكيم: الامة العراقية مشروعنا التأريخي ولن نسمح بعودة سياسة التهميش (موسع)

((وان_بغداد))
اكد زعيم تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم، خلال الحفل التأبيني ليوم الشهيد العراقي في محافظة السليمانية ان “الامة العراقية هي مشروعنا التاريخي ولن نسمح بعودة سياسة التهميش من جديد.
وقال رئيس تحالف عراقيون السيد عمار الحكيم خلال الحفل التأبيني ليوم الشهيد العراقي في السليمانية “نتذكر جميعا كيف وقف الرئيس العراقي الأسبق والزعيم الكردي الراحل مام جلال طالباني قبل أكثر من عقدٍ من الزمن في العاصمة بغداد في “يوم الشهيد العراقي” وفي احتفالية ذكرى شهيد المحراب الخالد مخاطباً إياه بأبيات شاعر العرب الاكبر الجواهري، مردداً على الملأ.
باقٍ وأعمار الطغاةِ قصارُ
من سِفر مجدِكَ عاطرٌ موّارُ
ليؤكد بوضوح عمق العلاقة الروحية بين الزعيمين الراحلين ونضالهما المشترك ضد الدكتاتورية والاستبداد واستمرار تلك العلاقة وامتدادها “.

وبين ان “بعد مرور عشرات السنين على هذه العلاقة التاريخية الوثيقة بين العرب والكرد ، الشيعة والسنة ، الجنوب والشمال ، بين أسرة الامام الحكيم وشعب كردستان، نقف اليوم هنا لنؤكد مرة أخرى على عمق تلك العلاقة من خلال تأبين شهيد المحراب الخالد واستذكار مواقف الراحل مام جلال الطالباني الكبير في السليمانية الحبيبة “، مؤكدا ” نقفُ اليوم مرةً اخرى لنقول بأننا معاً، عَرباً وكُرداً، في صف مشترك واحد وبنيانٍ مرصوص محكم اسمه العراق.. إنه بلدنا الذي ناضلنا وكافحنا من أجله وامتزجت دماؤنا ودموعنا على أرضه .. إنه وطننا الذي حلم وعمل قادتنا ورموزنا وبذلوا اعمارهم لتحرير شعبه وإعلاء كلمته ورفع رايته عاليا نقفُ لنجدد العهد والوعد بأن تبقى علاقاتنا كما كان شهيد المحراب الخالد ومام جلال الكبير”.
واضاف ان “علاقة اخوةٍ ومحبةٍ وأُسرةٍ واحدة ، باستشرافٍ عميق واهدافٍ نبيلة وغاياتٍ مشتركة، وطنية راسخة، فقد كنا ولازلنا نعتقد بأن شعبنا الكردي الحبيب قد تحمَّلَ ما تحمل من أعباء التهميش والإقصاء والمظلومية والحرمان، بفعل سياسات السلطات الجائرة على مدار تاريخ طويل وأليم ، كما هي معاناة الشرائح والمكونات والهويات الكبيرة الاخرى في الوطن العزيز”.
واستدرك ان ” الذين اختلطت دماؤهم ومعاناتهم دفاعا عن حقوق الكرد وعن العراقيين جميعاً، بعزيمةٍ وإصرار كبيرين، إيماناً منهم بوحدة العراق وحقوق شعبه، وأن قضيته واحدة وغير قابلة للتجزئة .. لا على اساس الدين والمذهب ولا على اسس القومية والتوجه والمعتقد .
واوضح زعيم تيار الحكمة انهم “وقفوا ليقولوا ويؤكدوا بأن تاريخ وجغرافيا مكونات العراق كافة ومصائرهم ومآلاتهم واحدة ، حاضرهم ومستقبلهم مترابط وما يقعُ على أحدهم سيؤثر لا محالة على الآخرين”، مشددا “فلا سبيل امامهم الا أن يكونوا يداً واحدةً في استيفاء حقوق المواطنة وبناء الدولة العراقية والأمة العراقية.”
وتابع ان “الأمة العراقية في مشروعنا التاريخي، هي تلك الأمة العظيمة التي تعي حضارتها و تاريخها المشترك و تنظُرُ الى خصوصيات مكوناتها نظرة احترامٍ وتقدير عاليين وتغلبُ الهوّية الوطنية والمصالح العليا، لا على حساب خصوصياتها بل على أساس مواءمة تلك الخصوصيات وتنظيمها في الهوية الوطنية الجامعة بمعية شركائها في الوطن “.
واكد اننا “لا نكتفي بشعارات المساواة بين المكونات، بل نعتقدُ بضرورةِ إدارةِ تنوع أُمتنا العراقية لصالح هويتنا الجامعة و دولتنا الواحدة “، مستدركا “نحنُ لا نرى في تَنوّعِ الأديانِ والطوائفِ والقوميات في بلادنا نقطةَ ضعفٍ أو وهنٍ، بل نرى هذا التنوع واحداً من أسباب قوة العراق وحيويته، وسبيلاً إلى نجاحه ونهوضه.”
ودعا قائلا “على العرب والكرد والتركمان، المسلمين والمسيحيين والصابئة والايزديين، الشيعة والسنة أن يشعروا بقوة هويَّاتهم في ظلّ قوةِ العراق وهويّة شعبه الجامعة وعلينا جميعاً عدمُ السماح بعودة سياسات التهميش والإقصاء وتمييز مكونات وعناوين على حساب اخرى وعدم الاكتفاء بمطالب المساواة ورفع الحيف، وإنما يتجسَّدُ ذلك من خلال الانتقال الى ادارة التنوع وبناء الأمة والهوية الوطنية الجامعة .
واشار الى إننا “نريد للكردي ولغيره في العراق أن يعتزَّ بوطنيته وعراقيته لا من خلال تخليه عن زيه ولغته وقوميته، ولا بتنازله عن أعيادهِ وأعرافهِ وتقاليده، بل من خلال مشتركاته الكبيرة مع شركائه في الوطن وفي التاريخ والمصير وعبر مساهمته الحقيقية في صنع القرار وادارة شؤون البلاد .”
ونوه ان ” الدول لا تبنى بالحساسيات والانفعالات ولا بالمصالح والمنافع الوقتية والضيقة لكل طرف فيها، إنها تبنى بالوحدة والتعاون والعمل والرؤية المشتركة ،ان تجربة العمل المشترك بين شهيد المحراب وعزيز العراق والقيادات الوطنية الكردية، في زمن المعارضة وبعدها، شاهدٌ وتأكيدٌ على ما نقول تعضدُّهُ الرؤى والمشاريع المتجددة والمتسقةُ مع متغيرات الحاضر ومتطلبات المستقبل “.
وقال “ندعو من جديد الى صياغة عقد اجتماعي وسياسي جديد يطمئن جميع مكونات العراق على حقوقهم المشروعة ويرسم امامهم الواجباتِ المطلوبةَ لبناء دولة عصرية عادلة، مستقلة ومستقرة ومزدهرة”.
واكد إنَ “ترسيخَ قيم الديمقراطية وإنضاجَ تجربتها الفتيَّةِ، تستدعي منا جميعاً العملَ الدؤوب على بناء مؤسسات الدولة وتقويتها، لا اهمالها أو إضعافها، فقد شاهدنا جميعاً كيف يمكن للارهاب أن يستغل لحظات الضعف ليوجه ضرباته القاسية لجميع أجزاء الوطن، وكيفَ للضَعفِ أن يَجعلَ الخدمات مترديَّةً ومتراجعةً وضاغطة على حياة المواطنين.”
واستطرد إنَّ “نقاط الضَعفِ هذه، وغيرها، لا تُعالَجُ الا بقوةٍ واحدةٍ مجتمعة ومتعاونة ومتفقةٍ، هي قوة الدولة بكافة مؤسساتها وتفرعاتها، قوة المركز والاطراف، قوة بغداد والمحافظات والاقليم معاً، لا بانعزال أو عزل بعضهم عن البعض، ولا بغلبة جزء على آخر “.
واكد قائلا “كما نكررُ دعوتنا الى ضرورة إعادة تنظيم الساحة السياسية من خلال تجديد الرؤى وترصين الخطاب والبوصلة، تماما كما هي آليات العمل السياسي وتنضيجه بما ينسجم مع متغيرات الظرف الراهن ومتطلبات المستقبل .”
وشدد “علينا جميعا خلق مناخ متغير عما نحن عليه، لتحريك المياه الراكدة وتفعيل المصالح الوطنية المشتركة والتعاون على معالجة الاختلافات وحل الازمات، لا من زاوية المكونات وحقوقها فحسب بل ضمن معادلة جديدة هي المواطنة والوطنية، الدولة والأمة” .
وتابع ان “من هنا دعونا الى ضرورة ايجادِ تحالفاتٍ عابرةٍ للمكونات انتخابيا وسياسيا، تَضمُّ مختلفَ المكونات في طياتها وتعبر عن احتياجاتهم ومطاليبهم بمشاريع منسجمةٍ ومتقاربةٍ، تتوحَّدُ وتتعاونُ ثم تنتصرُ وتحقّقُ الغاياتِ والمسؤوليات .”
وقال ” أدعوكم أيها الاحبة من هنا من سليمانية النضال والصمود، وجبال الشموخ والكرامة وذكريات مام جلال ورفاقه، الى توثيق الوحدةِ والتعاونِ، وتوحيد الجهود والرؤى وتَرصين العلاقات التاريخية المشتركة لتحقيق جميع المطالب والتطلعات المشروعة معا، كما كان ينادي بها شهيد المحراب الخالد وعزيز العراق الراحل وقادتكم الأخيار الذين أنجزوا مشاريع الحرية والتحرر من الاستبداد، وشيدوا أركانَ الديمقراطية والتعددية وحملوا مسؤولية بناء الدولة وهموم الأمة” .
وبين “لنمضي معا أيها الاحبةُ على بركة الله في سبل الخير وأطر العيش المشترك ونحمل معاً همَّ الوطن ومواطنيه، من أجل إعلاء كلمة العراق ورايته، نحو مستقبل جديد مستقل ومستقر ومزدهر”.
وختم “سلاماً على شهداء العراق وشهداء الدكتاتورية وشهداء الحركة القومية الكردية وشهداء الأنفال وحلبجة والمقابر الجماعية وشهداء قواتنا المسلحة جيشاً وشرطةً وحشداً وبيشمركة وجهاز مكافحة الارهاب.. وسلاماً على الزعيم الوطني الكبير مام جلال الطالباني والشهيدين الصدرين وشهيد المحراب الخالد وعزيز العراق”. انتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار