المحلية

الثقافة منتج إنساني

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
(( الجزء الاول ))
[ وتلك الامثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ] الثقافة :
عندما تتبع مصطلح الثقافة تجده مصطلح اشكالي لا يستقر على تعريف محدد جامع مانع .
بل ان المتتبع لتعريف الثقافة سيجد اكثر من مائتي تعريف .
و ان مصطلح الثقافة مهما تتباين تحديداته و تعريفاته فانها تجمع على النشاط الفكري المعرفي هو عنصر اساسي من عناصر مصطلح الثقافة .
ولذلك جاء في احد معاني الثقافة انها الاطلاع الواسع في مختلف فروع المعرفة ، والشخص ذو الاطلاع الواسع يعرف على انه شخص مثقف .
فاذن نستطيع القول ان الثقافة نظام يتكون من مجموعة من المعتقدات و الإجراءات و السلوكيات التي يتم تكوينها و مشاركتها ضمن فئة معينة ، و الثقافة التي يكونها اي شخص يكون لها تأثير قوي و مهم على سلوكه .
الجانب الاخر الذي يجدر الاشارة اليه ان الثقافة لا تستطيع ان تقف لها على تصانيف محددة ، فان تناولتها كسمه للفرد كان لها شئن غير الشئن الذي محدد للجماهير ، بل تتعدد التصنيفات بتعدد ، الزمان و المكان .
و لذلك عندما تقول فلان مثقف هل سيكون القصد انه قرأ مئات الكتب ؟
ام انك ستقصد تمسكه بنمط معين من العادات اليومية او العامة ؟
ام انك ستقصد معرفته لكمية كبيرة من المعلومات العامة ؟
سبب عدم اعطاء جواب قطعي تداخل مفاهيم الثقافة مع المفاهيم الاخرى ، و لانه منتج بشري اي مصطلح الثقافة و هنا حصيلة كلامنا و جدناه يختلف معناه باختلاف ظرف استخدامه ، بل و زمانه ومكانه كما اسلفنا .
كما ان من الملاحظ بالتعاريف التي اصيغت ضمن الفكر المادي لشخص المثقف ، ليس بالضرورة من اجل انطباق المصطلح عليه ان يكون منتجا او مشهورا ، لانه يكفي ارتباطه بمعرفة .
محل الشاهد :
استطاع بدرجة من الدرجات الاحتلال بأفكاره محاولت ابعاد الاديان عن مصطلح الثقافة او الفصل بينهما و ادعاء ان الاديان لا ثقافة لها ، بل اتهم احيانا ان صاحب الدين لا ثقافة له .
و الحقيقة ان الدين و خصوصا الدين الاسلامي ، كان سباقا لترسيخ الثقافة في الامة من خلال تنظيم حياة الفرد و المجتمع ، و الحث على العلم و المعرفة و التفكر ، وهذا ماسنتناولة في حلقة القادمة ان شاء الله وان بقية الحياة .
نتيجة كلامنا ان الثقافة بالاعلان عنها و التثقيف لها ، حاول الفكر المادي المحتل ضرب الدين بها ، و اراد ان يبين ان الدين لا ثقافة فيه و ان الابتعاد عنه معناه هو الثقافة ، و لكن الدين اثبت خلاف ذلك وهذا ماسنتناوله في الجزء الثاني ان شاء الله
نسال الله حفظ لاسلام و اهله

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار