مقالات

متشأم جدا من حال بلدي.. بلد الأفتراس

بقلم -حسن حنظل النصار:
لا يوجد في الكون او في تاريخ الشعوب بلدا أفترس أبنائه مثل العراق، وان وجد فهو لا يتعدى فترة محدودة ثم يعود به الأنسان الى حضيرة الأنسان ، ويلقي السلاح ويعلن الندم ، ويحتضن الأنسان أخيه الأنسان بالبكاء و الدموع ، ويطوي صفحة الحقد والغل الى الأبد ..
أيرلندا – الكونغو – راوندا – الصومال – اسبانيا بعد الحرب الأهلية – امريكا بعد الحرب الأهلية بين الشمال و الجنوب – جمهوريات الموز في امريكا اللأتينية – لبنان الى حدما ..كل هذه الدول تحاربت ثم القت السلاح وعادت الى لغة الصلح والسلام ، الا هذه البقعة التي جاء بنا القدر ان نعيش عليها ..
العراقيون في الداخل يأكلون لحم بعضهم البعض ، وعندما يخرجوا الى اول نقطة حدودية ذرفوا الدموع بكاءا ولوعة على تراب الوطن وحب الوطن وظلال الوطن واضطهاد الوطن ..
عراقيون قتلوا عراقيين لأسباب تافهة، ولربما بلا أسباب ..
عراقيون عذبوا عراقيين لا لشيء سوى انهم عراقيون …
عراقيون طاردوا ، وانتهكوا ، واعدموا عراقيين لا لسبب سوى ان اشكالهم وصورهم ومعتقداتهم لا تعجبهم ، ولفقوا لهم تهم الخيانة و الجاسوسية و المساس بأمن الدولة والعراق العظيم ..
عراقيون شربوا من دماء العراقيين الى حد الثمالة ، لا لسبب سوى الكراهية والحقد من غير داعي ، او انهم لايريدون لبعض البشر ان يروهم أحياء يسيرون على الارض ، اعتقادا منهم انهم ينافسونهم في الماء و الهواء و الطعام وان كانوا هؤلاء ينامون على التراب ويأكلون من المزابل او الحشائش …
اتصور نفسي يوما كنت خارجا من سجن سري مغلق لايدخله هواء او شمس ، ولايعلم بي احد حتى أهلي ، خرجت بقدرة قادر بعد مضي عشر سنوات، لا عمل ولا وظيفة ولا مال ولا صحة ، اغلب الناس لا أعرفهم ، ولا صلة لي بهم ، لكن كان هناك شرطي امن او حزبي يلاحقني في كل مكان ، يرصد صورتي كاملة ، ليسجل مع من تحدثت ، ومع من التقيت و في اي مكان جلست ، عسى وان يجد شيئا ما يؤدي بي الى المقصلة من جديد ..!!
هل هو هذا مجتمع يمكن العيش به ، وهل يعرف هكذا بشر معنى التعايش البشري ..
العراقي يكره العراقي بالفطرة ، وسوف لن ينصلح حال العراقيين وان نزلت بهم معجزات السماء ..!!

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار