المحلية

بعد 17 سنة من الانتظار والوعود الكاذبة (نائب) يجلب الفرح لاطفال الحسينية

سلام عادل // بغداد

منذ عدة أيام يعيش أهالي (حي الحسينية)، شمال شرق بغداد، حالة فرح غير مسبوقة، حيث تمكن (نائب في البرلمان) من القيام بحملة (تبليط/ تعبيد) للشوارع الرئيسيّة والفرعية لهذا الحيّ السكني، الذي يتجاوز عدد سكانه ربع مليون شخص على الأقل، وفق تقديرات عام 2013.

وكان سكان حي الحسينية ينتظرون هذا (التبليط) منذ 17 سنة، بعد مناشدات كثيرة، واحتجاجات متكررة، ووعود سمعوها من جميع الحكومات السابقة، دون ان يتحقق أي شيء.

النائب الذي قدم هذه الخدمات، لهذا الحي السكني الكبير، ينتمي لكتلة سائرون، واسمه (جواد حمدان الساعدي) وهو نائب غير معروف كثيراً في الاوساط السياسية والاعلامية، وليس من رواد (الگروبات) والصالونات والمقاهي الثقافية، ولا يظهر عبر شاشات التلفزيون في البرامج الحوارية المملة والمتكررة، فهو نائب (افعال وليس وأقوال) كما يبدو.

وكان (النائب جواد حمدان الساعدي)، قد قام خلال شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بطرد (مدير بلدية الحسينية) من مكتبه، وتصوير عملية الطرد وبثها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب تقصير دائرة البلدية ومديرها في تقديم الخدمات لسكان هذا الحي الكبير، وهو ما تسبب بعاصفة انتقادات ضد النائب، بحجة تجاوزه على موظفي البلدية، أدت الى تجميد عضويته في كتلة سائرون لثلاثة أشهر جراء هذا التصرف، باعتبار أن القانون لا يسمح لنائب في البرلمان طرد أي موظف، حتى لو كان فاسداً أو فاشلاً.

ورغم ذلك، استمر النائب (جواد حمدان الساعدي) بحملته الخدمية التي بدأت أثارها الإيجابية تظهر في الشوارع وعلى نفسية ومزاج السكان المحليين، خصوصاً الاطفال، بعد 17 سنة من الإهمال والتقصير.

ومن المآسي التي تروى في هذا الحي قصة محاولة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي زيارة الحسينية والاطلاع على واقعها قبل سنوات، لكنه لم يتمكن من دخولها بسبب الطين والاوحال والمياه الآسنة، ما جعله يكتفي بالاطلاع على واقعها من الجو، عبر التحليق فوقها بطائرة هليكوبتر عسكرية، مازال السكان المحليين حتى هذه اللحظة يستذكرونها.

أما المآسي الأخرى فتتمثل بمعاناة طلبة الجامعات الشباب من سكان حي الحسينية، لكونهم يضطرون دائماً الى جلب (حذاء نظيف) معهم في كيس، لكي يقوموا باستبدال احذيتهم الغارقة بالطين باخرى نظيفة قبل دخولهم الحرم الجامعي، وهذا يشمل الذكور والإناث من الطلبة.

وكانت الدولة العراقية قد قررت تأسيس هذا الحي السكني عام 1980، وكانت تتوفر فيه خدمات محدودة ومعقولة في حدها الأدنى، من ضمنها (إكساء الشوارع) وترميمها بشكل دوري، ولكن بعد سقوط نظام صدام في عام 2003 دب الاهمال وتوقفت الخدمات والصيانة تماماً، بسبب ظهور متنازعين مع الدولة يدعون أن أرض (حي الحسينية) ملك لعشيرتهم، وهذا يشمل (حي الراشدية) المجاور لحي الحسينية، ما تسبب بمنع أي محاولة جادة للاعمار والترميم إلا في حال قامت الدولة بتعويض العشيرة عن هذه الأرض، لكن الحقائق تكشف عن وجود تخادم وفساد بين متنفذين داخل العشيرة وسياسيين ومقاولين ضالعين بالفساد.

(حي الحسينية) والذي يُطلق عليه رسمياً أسم (حي الزهور)، رغم عدم وجود (زهرة) واحدة فيه !، سيعيش سكانه فصل الشتاء الحالي، ولأول مرة منذ 17 سنة، في حالة حضارية مدنية، ما سوف يجعل عام 2020 المشؤوم، بالنسبة لسكان هذا الحي، عاماً سعيد.

في الصور : أطفال حي الحسينية يخرجون للعب في الشوارع فرحين، بعد تعبيدها وإكسائها لأول مرة في حياتهم، بفضل جهود (النائب جواد حمدان الساعدي).


#حي_الحسينية
#النائب_جواد_حمدان_الساعدي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار
النقل تعلن بدء استعداداتها لتفويج الحجاج إلى الديار المقدسة وزارة الاتصالات : قريباً البريد العراقي يدخل مجال التسوق الالكتروني العالمي باسعار تنافسية مفتن يتصل بالمنتخب الاولمبي ويوعز بتكريمهم الأولمبي بالتأهل إلى دوري الثمانية الممثلة عبير فريد : والدتي كانت تكسب أجر بكاظم الساهــــر تشتري له الغـداء لانه لايملك ثمن "لفة" مجلس ذي قار يوجه تعميم لكافة الدوائر الحكومية بفتح منفذ ViP خاص لذوي الاحتياجات الخاصة مركز البيانات الوطني وجهاز مكافحة الارهاب يطلقان خدمة الكترونية لصالح ذوي شهداء الجهاز اللجنة الفنية العليا المكلفة بالتحقيق في حادثة انفجار معسكر كالسو تصدر تقريرها النهائي الشركـة العامـة للسمنـت العراقيـة تُعلـن عـن إستخـدام الوقـود البديـل فـي معمـل سمنـت سنجـار وإنتـاج... بالفيديو: هكذا ردت شمس الكويتية على متابعة سألتها عن سر عدم ظهورها بدون مكياج الحكومة العراقية تعلن عن موعد افتتاح 3 مجسرات مهمة في العاصمة بغداد