المحلية

اشد المشاهد حزناً

بقلم حسن النصار
اشد المشاهد حزناً هو الانقسام المجتمعي الشديد، بخصوص نتائج التظاهرات بين أسف على “نهايتها” وبين لائم للناس متهمهم بالقصور وبين فرح وشامت ومتوعد ، في البداية لابد ان نعرف ان الاحتجاج هو
فعل اجتماعي ينشد التغيير العام ، وهذا يعني ان الحديث عن نهايتها لايستقيم مع جوهر التغييرات الاجتماعية لأن الدرس الاهم هنا ان الاحداث الاجتماعية من طبيعتها الاساسية “التراكمية” ، فلا شئ هكذا يأتي من فراغ …ابداً
بل وفي الاحداث الاجتماعية الكبرى فأن
حرق المراحل قد يكون دالة خطر لا نجاح ..!
اذن فأحتجاجات تشرين بأعتبارها تراكماً
ووعياً موجياً وجمعياً هائلاً ، فأنها ابعد
ما تكون عن الانتهاء .
فهي سلسلة مرتبطة بكل الاحتجاجات
التي سبقت منذ ٢٠١١ وما تلاها وسيتلوها
شكلت تشرين “قطيعة” فكرية وسياسية
وثقافية عن كل ما سبقها ،
وبالتالي فأنها وضعت القيم السياسية
والاجتماعية السائدة منذ حوالي ١٧ عام
واكثر في موضع التساؤل بل الاتهام
واصبح هذا الاحتجاج بأعتباره “تجميعاً”
لكل الشكوى والضجر والسأم والغضب
من فشل دولة ما بعد ٢٠٠٣
اصبح هو الماسك الفعلي بالشرعية السياسة
لكل ما حدث وسيحدث منذ تشرين ٢٠١٩
بل وحتى الانتخابات المقبلة فأنها ستأخذ
شرعيتها كلما اقتربت من ضمير تشرين ، لا غير
اذن فتشرين كموجة اجتماعية اعتنقها جيل
شبابي قادم ، تكون للتو قد بدأت ،
والمستقبل لها ولشبابها بحكم حركة
التاريخ التي لا تجامل او تتخلف ..
لكن السؤال المهم ،
ماهو درس بل دروس تشرين التي يجب
ان نقف عندها ونستبصرها بدلاً من الانخراط
في هستيريا الاتهامات المتبادلة ،
شخصياً اعتقد ان الدروس التي يفترض ان
يراعيها المنخرطين في الحراك (وهنا انا لا
اقف لأعطي درساً لأحد ولا ادعي) بل اكتب
ما فهمته كمتعلم مثل غيري من عِبر تشرين ،
اولها هو وجوب (وضوح) الهدف ووضوح الاليات
المعتمدة لتحقيقه ايضا ،
و(تنظيم )الجهود والاهداف والاليات والتحرك
وايضا على الجميع ان يفهم ان نبل الغاية ليس
كافياً فالعمل الاحتجاجي هو في النهاية
عمل سياسي ،
بمعنى ان لا تذبح التكتيكات السياسية
المرحلية التي قد يحتاج اليها المحتجون
لاحقاً على دكة الطهرانية..!
كذلك تعلمنا تجربة الشهور الاثنا عشر التي
مرت بضرورة الابتعاد عن المشاكل الجانبية
قدر الامكان وحصر الجهود نحو تحقيق
الاهداف الكبرى اولاً
فلا حاجة للدخول في معارك او استفزازات
جانبية مع قوى اجتماعية او حتى دينية لا
تنخرط في مواجهة مع الاحتجاج ،
وطبعاً هذا لا يستدعي تماهي حركات
الاحتجاج مع غيرها ،
بل يجب ان يبقى جوهر تشرين المدني
العلماني الليبرالي التجديدي التقدمي
هو الحاكم والمائز لهويتها ،
وهذا مهم للغاية..
اما دروس الاحتجاج للرافضين او
المنتقدين ،
فهي انه كثير منكم يختلف مع الشباب
المحتج حول الاليات لا الاسباب
فليس هناك من ينكر اسباب الاحتجاج
من فساد وفشل وانحراف وتبعية..الا قليلاً
وعليه فأنتم مدعوون لدعم اي جهد
مستقبلي رافض للفساد والفشل والقتل
ومن الخطأ الوقوف بوجه من يتصدى
لتلك الانحرافات لأنه فقط اختار طريقة
غير مناسبة لذلك (بحسب ما ترون)
اما من يقف (شكلاً ومضموناً )ضد احتجاج
الناس رفضاً للفشل الكارثي لنظام ما بعد ٢٠٠٣
فعليه ان يراجع موقفه كثيرا ً ، فالكبت
والمنع قد يصد الامواج لفترة ،
لكنه بالتأكيد لن يقف دوماً بوجه الطوفان الهادر
فبادروا واصلحوا بسرعة ان كان فيكم
رجلاً رشيد..وان كنت اشك

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار