المحلية

اقرؤوا يا سياسيي الغبراء

وان / عباس سليم الخفاجي:

كان الرئيس العراقي الراحل احمد حسن البكر يعشق ويتابع بدقة المشاريع الزراعية الأروائية .. وفي يوم من أيام عام ١٩٧٧م وبعد إنهائه لصلاة الفجر طلب من مرافقه الشخصي أن يهيأ سيارته لزيارة مشروع الإسحاقي، وهو مشروع إروائي زراعي عملاق.
وعند الضياء الأول وصل الرئيس البكر إلى الموقع فطلب من الحماية أخذه لمكان العمل وكان الفجر قد أضاء الطريق بعض الشيء، وعند اقتراب الموكب شاهدوا أذرع حفارات المبزل تعمل، فترجل من سيارته ووصل إلى حافة المبزل فخرج منه رجل يعتمر خوذة العمل ويحتذي جزمه مطاطية طويلة، وأستعد وقدم نفسه.. أنا المهندس عبد الوهاب محمود الصباغ مدير مشروع الإسحاقي.. رحب به الرئيس وسأله.. الوقت فجراً فماذا تفعل داخل المبزل ؟.
فقال له.. سيدي الرئيس عندي مشكلة مع حفارة هذا الجزء، وجئت مع المقاول الثانوي باكراً لكي نتجاوز الأمر ولا يؤخر عمل المشروع. وبعد أن اكتفى الرئيس من المشاهدة والاطلاع شكره وركب السيارة، وأوصى أحد المرافقين ليبلغ المهندس الحضور غداً صباحاً إلى القصر الجمهوري.
حظر المهندس عبد الوهاب الصباغ وتفاجأ عندما سمع كلام السكرتير وهو يقول له.. بعد قليل ستدخل على السيد الرئيس لكي تؤدي القسم كوزير للري، فتعال معي إلى الشباب لتتعرف على مراسم اليمين !!.
ولم يسأله أحد من أي مذهب أنت أو حزب ومن أية قومية وكم مليون دولار ستدفع أنت وكتلتك الدينية أو السياسية مقابل هذا المنصب الذي ميزانيته بالمليارات وفيه آلاف المقاولات العملاقة !.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار