المحلية

مقتدى الصدر رمز الاعتدال والوطنية

يوسف رشيد الزهيري؛
بعد سقوط الشعوب في مستنقع الجهل، اثر هيمنة قوى الدولة العثمانية، والاستعمار العالمي، على مقدرات الامة لقرون طويلة ، وقد تم استغلال ضعف الامة وهبوط علمها وثقافتها وقوتها حيث دابت قوى الشر والاحتلال الاميركي_ الصهيوني من أجل تحقيق مآربها للسيطرة على مقومات وثروات الامة ،والمحافظة على أمن” إسرائيل” في العمق العربي ، والهيمنة على المنطقة بشكل تام، والسعي لإبعاد شعوب الدول الإسلامية عن عاداتها، وتقاليدها، ولغتها، وما يجمعها من قواسم مشتركة. وقد أدركت كثير من القيادات العربية والإسلامية التي برز دورها سابقا اثناء فترة الاستعمار الاجنبي، أهمية الوحدة وسعى البعض لتحقيقها من خلال محاولات باءت أغلبها بالفشل. وقد عمد الاستعمار بعد فترة الثورات التحررية الكبرى التي شهدتها اغلب الدول العربية بوضع حكومات عميلة وضعيفة ،وتنصيب أمراء وملوك خاضعين للسياسة الاستعمارية وهذا الدور المتشابه الذي لعبته أمريكا في العراق، بعد ان جلبت عملائها الإسلاميون الجاهزين ونصبتهم قادة وزعماء في العراق لتنفيذ مخططاتها المشبوهة ،وتمزيق وحدة المجتمع العراقي باسم الديمقراطية الغربية المشوهة.
لكن الدورالاميركي المشبوه سرعان ما انكشف امام قوة وتماسك ووحدة الشعب العراقي رغم ما تعرض له من فتنة هوجاء واضطرابات داخلية .
ويعتبر الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدررمز للوحدة الوطنية في العراق، وذلك بمواقفه الشجاعة والبنائة من اجل توحيد صفوف الطوائف، والأديان السنة والشيعة والكرد والمسيحيين والايزيديين ،ووقوفه بوجه الارهاب وميليشيات القتل وفي مواجهة الارهاب والفساد الحكومي ،والتي تمثلت بصيغ وادوات واشكال متنوعة من مظاهر الاعتصام والتظاهر والتنديد والجهد السياسي والجماهيري، في إفشال الكثير من المشاريع الطائفية والسوقية والسياسية ذات الأبعاد الشخصية والحزبية والمنفعية، والتأمرية والحد من تجاوزات وتدخل الدول الاقليمية في الشؤون الداخلية وانعكاساتها السلبية على وحدة وامن المجتمع العراقي، على حساب الشعب المظلوم وحقوقه المسلوبة ،بقيادته لمشروع الاصلاح الوطني لإيمانه العميق بمشروع الوحدة الوطنية، والسعي الى تأسيس دولة المواطنة الحقيقة، ضمن منهج واطارالوحدة الإسلامية والمجتمعية والوطنية، في سبيل الارتقاء والتقدم ومحاربة كل اشكال الفساد والطائفية ، رغم كل المعوقات والمؤامرات الدنيئة والمشاريع الطائفية التي تديرها أمريكا والدول الاقليمية ،من اجل مصالحها عبر اجنداتها الداخلية .
فكان محط احترام وتقدير اغلب فئات الشعب العراقي بكافة طوائفه تقديرا لمواقفه الوطنية في ترسيخ مفاهيم ثقافة الوحدة والوطنية ، والوقوف الى جانب مطاليب الشعب والمظلومين من كافة فئاته وشرائحه . واخراس اصوات التكفيرين من شتى المكونات الذين يبثون السموم في خطاباتهم الدينية والسياسية .
فالناظرفي التاريخ يجد أن أبهى عصور التاريخ العربي والإسلامي ،عندما كانت الأمة العربية والاسلامية موحدة وعزيزة وقوية في زمن الرسول الكريم (صلى الله عليه واله وسلم ) بينما ظهر التخلف والجهل والتراجع الثقافي والحضاري والعلمي والاقتصادي ،عندما تفككت الامة واصبحت دويلات صغيرة وشعوبا متناحرة واصبحت هويتها قبلية وحزبية وطائفية ،وابتعدت عن مضمون هويتها الاسلامية والوطنية في الوحدة المركزية، تحت راية الاسلام الجامع للامة بكل جوانبها الإنسانية.وعلى الشعوب العربية والإسلامية ضرورة إستعادة دورها الوطني والاسلامي في قيادة الإمة وتحقيق العدالة والنهوض بها بما يحقق أمن وسيادة واستقلال وسعادة الامة، وابراز دورها الرسالي الانساني والحضاري والثقافي عبر قياداتهاالوطنية ،والالتفاف حولها لتحقيق حلم الإمة العربية، وشعوبها المقهورة .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار