مقالات

مُتشائم جدا جدا

-حسن النصار –
في ما يتعلقُ بِمُستقبل بُلداننا القريب، وإحساسُ التشاؤم لديَ مبنيٌ على أساس منطقي متين، وهوَ : مبدأ السببية، والذي ينصُ على ان لِكُل سبب نتيجة أو أثرٌ ما مُتوقَع، كما ولابُدَ للنتائجِ من أسباب تؤدي إليها.
أي إننا ولِكي نُحقِقَ حالة رخاء واستقرار وأمان ورفعة ثقافية في مستوى أجيالنا، لابُدَ لنا من البحث، أو مُحاولَة خلق ظروف وحالآت، تؤدي إلى مثل هذه النتائج المُتوخاة.
بتعبير آخر نحتاجُ الى إيجاد قادة يُجيدونَ صُنع الأسباب وإدارتها لحتى تُثمِر عن نتائِج مرجوة ومرغوبَة على صعيدِ واقع البلدِ والمُجتمع.
حتى الآن، وطِوالَ قرن من زمن وِلادة الدولة العِراقية الحديثة، ونحنُ لا نجني إلا الخراب والمزيد من التدهور كنتائِجَ تتعلقُ بِأسباب يبذرها قادتنا، ونحصدُ نحنُ تبعاتها ! وتوخياً للأمانةِ أقول: نتحمل نحنُ (الشعوب والمُجتمعات) أيضاً جُزءاً لا بأس بهِ مما حصلَ، حينَ سلمنا مقاليد أمورنا لمن كانوا أسبابَ ما نحنُ فيهِ من خراب الآن.
أنا مُتشائم، ومُتيقن مِن أنَ هذا الخراب سيستمر، الآن وفي المُستقبل، ما دُمتُ أرى مُراهِقاً يُدوِنُ الهُراءَ من إحدى مُحافظاتنا المُقدسَة، ويُشكِلُ كما يشاءُ الآلاف من عقول مُتابعيه، ويصنعُ لهُم ما يرغبُ جنابُه الكريمِ من الآراء، فقط لِأنهُ من آل فُلان !
! رئيس حكومة لا همَ لهُ إلا كيفية التقاط صور فوتوغرافية مُميزة يغزو بِها مواقع التواصل ويُحقق بِها (تريند).مستشارية. مجموعة من المدونيين. من عوائل معدمة. همهم كيف يجنون اموال من خلال مواقع. وكالات. اخبارية. التسقيط. اغلبهم كانو يعتاشون في شقق بائسة فسوق وخمور ودعاره. والان يقودون بلد. فنادق السليمانية. ؟؟؟
رِجال سياسَة يملِكونَ الولاء لِمُختلف دول الجِوار وغير الجِوار، ويجودونَ بالحُبِ والإخلاص إلى جميع دول العالم وبُلدانها عدا وطنهم الاُم !
أتُريدونَ أن نرتقيَ بِأمثالِ هؤلاء ؟ أم أنهم لن يكونوا إلا أدواتَ لخلق المزيدِ من الأسباب المؤدية الى نتائجَ كارثية مهولَة، لن يعلمَ مداها إلا الله تعالى، والمُلمينَ بمبدأ السببية.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار