الثقافية

كتاب روافد ديالى الثقافية والفنية…الكتاب الأول الذي وضع اسس تاريخ الثقافة الديالية في مجال الفن

حامد المجمعي؛

ما أن بدأت القراءة عن تاريخ المسرح العراقي، والديالي خاصة، انتابتني نشوة القراءة دون ملل لكي اتعرف على تاريخ ديالى الثقافي في مجال نمو ونضج الفن المسرحي والدرامي والثقافي المتدرج الذي سردة المؤلف الدكتور ابراهيم النعمة في كتابه روافد ديالى الثقافية والفنية والذي كان ناكرا لذاته عكس كل المؤلفين الذين يحاولون الإشادة بطاقاتهم من خلال ما يكتبون.. لقد تناول الحركة الفنية بكل تجلياتها ومعاناتها وتأثيرها وتأثرها بالعوامل السياسية التي حدثت وتقلبت حسب اهواء الحكام ومدى تأثير ذلك على الإبداع الفني الذي بدأ منذ عام 1927 وهو التاريخ الذي بدأ منه الفنان عبد الهادي السامرائي مع اصدقائه وهم يقدمون المشاهد المسرحية ارتجاليا في المقاهي أو في المناسبات العامة .. و الذي سبق النهوض الفني في بغداد.. وما يزيد من مصداقية الباحث أنه لم يعتمد على مصدر واحد بل تنقل ليأخذ من مصادر متعدده يؤسس لبناء صرح ادبي موثق بكل صدق ولم ينكر او يتنكر الى دور زملائه في الفن والادب والمسرح بالعكس بل كان يأخذ بشقف منهم باحثا عن الحقيقة التاريخية لبداية عصر الثقافة في ديالى الذي دعمها ودعمها بالمصادر المكتوبة وأخذها من أعلام ديالى الكبار ورغم أن المؤلف يؤكد انه حقق نسبة ٨٠% في توثيق المعلومات من مصادرها الاصلية الا ان توثيقه يعتبر الاول حيث لم يسبقه كتاب قبله ابدا بهذا الاهمية السردية الجميلة عن تاريخ الثقافة والفن الديالى وماهي إلا مقالات تعبر عن رأي أصحابها.. وهنا يثبت الكاتب الدكتور ابراهيم بالنعمة انه وثق أهم حقبة تاريخية للمسرح في ديالى بعد ان كانت مبهمة تقريبا لدى الكثير..لذلك لم يجرؤ أحد إلى الخوض فيه لتضارب المعلومات لينهي الجدل بوضع اللمسات الاولى والصادقه والمعلومات الحقيقية التي ستبقى الى الابد مصدرا إبداعيا يعود اليه الباحثين كثيرا. وهنا تكمن الاهمية القصوى للكتاب. ولذلك انصح الجميع ان يعتمد هذا الكتاب كمصدر ثقافي وأدبي لكل الذين يبحثون عن بدايات الثقافة الفنية من طلبة المعاهد والكليات الفنية.. لم احتواه من تدرج متناسق من تاريخ بداية المسرح واحتوائه على أسماء لامعة أسسوا لبناء هذا الصرح الفني مع ذكر المشاركات المسرحية وأعلامها من الفنانين محمد علي السعيد وهادي السامرائي و كامل العزاوي.. وعبد القادر الزيدي.. وحسين ناصر. وسعدون شفيق.. وسالم الزيدي. صباح الانباري ورشدي ابراهيم.. وعقيل عباس.. حامد شهاب.. عباس الجبوري. ثامر الزيدي. حاتم البدري.. وعبد الامير الصالحي.. وعبد القادر ملوكي واسماء كبير ليس بصدد عدها كانت لها صدى وفضل كبير في نمو ونضوج المسرح حتى اهتم به الكثير من الفنانين الكبار أمثال حقي الشبلي وجعفر السعدي.. وكانت زيارة فاطمة رشدي وعروضها الأثر الكبير في نفوس المجتمع الديالى ودلالة على رقي الذوق للمتلقي في ديالى.. اذن الكاتب اليوم وضع اسس مهمه لبدايات الثقافة واوقد الشمعة الاولى لتوثيق تلك الفترة بالاسماء والاعمال ولم ينسى المؤلف ابدا ان يختتم الكتاب بمسعاه واخوته الى تأسيس أكاديمية فنية لتدريس العمل الفني وإخراجه بالصورة الصحيحة من خلال إعداد الكوادر الفنية والتربوية ليكون لها دور كبير في رسم الخارطة الثقافية الجديدة للمحافظة خاصة وان ديالى كانت حاضنة لثالث حضارة وصلت حدودها زاكروس وأسس فيها ثالث قانون وعزفت فيها الموسيقى وعرفت من خلال منحوتاتها الجميلة الذي ذكرها الكاتب في مقدمة كتابه..مبروك لديالى ومثقفيها هذا الانجاز ومبروك للباحث هذا الجهد الكبير في البحث عن الحقيقة لكي يوصلها للقارئ والباحث عن الثقافة..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار