المحلية

الصحفي عباس الخفاجي : في ذكرى استشهاد إخوتي أبطال العراق

عباس سليم الخفاجي:

تَمرُ علينا اليوم ذكرى استشهاد كوكبة من أبطال العراق الميامين الذين روَّت دمائهم الزكية تُراب الوطن، فقد استشهد في مثل هذا اليوم 15 تشرين الأول 2007 أخي الأكبر وشقيق روحي الشهيد السعيد (أبا صالح) سعد صالح مهدي الخفاجي، على يد تنظيم القاعدة الجبان والزمر الإرهابية اللعينة التي اتخذت من حي العامل في قاطع الكرخ الجنوبي من بغداد مرتعٌ لها، مع مَن ساعدهم من كلاب الغدر المنتمين للحركة الوهابية.
استشهد هذا البطل برصاصة غدر اخترقت قلبهُ الناصع بالبياض تاركاً خلفهُ ستة أطفال لا معيل لهم سوى رحمة الله، وهو يحمل في يديه الشريفتين طبقاً من بركات سيد الشهداء وأبي الأحرار الإمام الحسين عليه السلام، لإيصالهُ لإحدى العوائل من الطائفة المسيحية الموقرة التي حاصرها الإرهابيون الجبناء، وقد صادف استشهاده ثالث يوم من عيد الفطر لعام 2007.
والذكرى الأليمة الثانية على قلوب كل من عرفَ بطل العراق (أبا حيدر) الشهيد المقدم نمر سلطان حلان الشبلاوي مدير استخبارات اللواء الخامس- شرطة اتحادية، فقد عُرف عنه بقاهر الإرهاب وساحق تنظيم القاعدة الجبان، والذي اغتالته رصاصات الغدر الجبانة في15 تشرين الأول 2012 بمنطقة البوعيثة جنوبي بغداد، حيث كان لهذا الرجل مواقف يشهد لها القاصي والداني في مواجهة الإرهاب، وقد دافع عن العراق وشعبه اشد دفاع، حتى أبى أن يموت على فراشه، فأستشهد رافعاً هامته موشحاً بعلم العراق.
الشهيد المقدم نمر العراق، كان عدو القاعدة الأول وهو المسؤول عن اعتقال اغلب وزراء دولتهم اللعينة المزعومة، وكان يُقاتلهم بنفسه، ويعتمد في نجاح عملياته على عنصر المباغتة، فبعد حصوله على المعلومة الأستخباراتية من محبيه، كان يتقدم الهجوم بسيارات مدنية وفي أغلب الأحيان اثنتين فقط، ومن ثُم تتحرك قطعات وعناصر القوة الضاربة بوقت قد يصل إلى ساعة حتى لا يثير الشكوك وتهرب جرذان الشر منه.
وله بطولات لا تُعد ولا تُحصى، ومنها إرجاع من هرب من سجن تكريت، وإلقاء القبض على مفتي وأمير التنظيم في بغداد، وإلقاء القبض على عشرات الخاطفين، ونفذ عدة مداهمات لأوكار القاعدة في مختلف أرجاء العراق، حتى وافاه الأجل واستشهد برصاصات غادرة من احد القتلة في عمليته الأخيرة.
وخاتمة الذكرى لا يسعني إلا أن أقول سيبقى العراق مصنعاً للأبطال، وإن تكالبت عليه أعداء الدنيا من المرتزقة والجبناء، فرحمة الله عليكم يا أبا صالح ويا أبا حيدر، ولعن الله قاتليكم لعنةٌ أبدية، سائلين الله جل في علاه أن يرزقكم ورفاقكم ومن سيتبعكم في طريق الشهادة والإباء جنةٌ عرضها السماوات والأرض.
مستذكراً قول الناعي حينما رثاهم بأبيات قال فيها…
سلامٌ عليكم والمنام حـــــرامُ – ومَن فارق الأحباب كيف ينامُ
والله ما اخترتُ الفراق وإنما – حكمـــت عليّ بذلك الأيــــــامُ
إن كُنت مثلي للأحبة فاقــــداً – أو في فؤادك لـــوعةٌ وهيـــامُ
قف في ديار الظاعنين ونادِها – يا دار ما صنــعت بكِ الأيامُ
15 تشرين الأول 2020
عباس سليم الخفاجي

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار