مقالات

حين ضحك صدام حسين

بقلم هادي جلو مرعي..
لاينبغي تجاهل عامل الحظ في التحولات التي يعيشها الناس، الذين يكونون ضحية، وربما كان غيرهم في القمة لمجرد إن التحول رفع قوما، وخفض آخرين، ولعل الإنقلابات السياسية والحروب، والعلاقة مع الحكام، والفرص التي تمر مر السحاب، وأن تكون في المكان والزمان المناسبين عوامل تغيير في حياة الإنسان لم يكن يتوقعها، فيتحول من شخص بسيط، الى صاحب قرار ونفوذ، ويتحكم بمسار الأحداث، ولعلنا عشنا هذه التجربة في العراق بعد 2003 بشكل صادم، ومفاجيء، وغير مسبوق.
الصحفي في الوكالة الرسمية توجه رفقة المصور الى ملجأ العامرية، وكان تم التحضير لحفل بسيط لإفتتاح معرض لصور الشهداء الذين سقطوا بفعل القصف الأمريكي، وكان جلهم من الأطفال والنساء. يقول الصحفي المخضرم: قلت للسائق: إذهب الآن، وعد إلي بعد ساعتين، وفجأة ظهر صدام، وكان يلوح بيده بطريقته المعتادة، وكان الحاضرون يهتفون بحياته، وقد بقي لفترة، ثم غادر المكان، وغادر الجميع، ونظر إلي مسؤول بعثي كبير، ونادى في: إنت أبو الوكالة ليش متروح؟ فأخبرته بأمر السائق الذي ربما وصل المكان، لكنه فوجيء بالإجراءات الأمنية، وعاد أدراجه، ونادى على رجل كان يرتدي اللباس الزيتوني: رفيق فلان أين سيارتك؟ واشار إليها، وطلب إليه توصيلي والمصور الى مقر الوكالة في جانب الرصافة.
في الطريق تحدثنا عن الحظ، وقال الرجل: إنه كان موظفا في وزارة التجارة في إحدى الشركات المعنية بتجارة التمور، وعند تنظيم معرض بغداد الدولي كنت في قسم الشركة، وأمامي سلال تمر، وفجأة دخل صدام حسين يرافقه وزير التجارة، وسألني: شلونك فلان؟ وفوجئت إنه يعرفني بالإسم، وين حاليا، فتبسمت، وقلت: بالتمر سيدي، فضحك بطريقته المشهورة، ويهتز كتفاه، ونظر الى وزير التجارة، الذي نظر إلي بدوره، وخلال أيام كنت في مقر الوزارة، وعينت ملحقا تجاريا في السعودية لسنوات، وحين عدت عينت في الهند.
عرفت من الرجل، إنه كان زميلا لصدام في المدرسة الإعدادية، ولكن الحظ جعله يقف عند سلال التمر، وجعل صدام يزور المعرض.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار