الثقافية

اتفاقية سرية (سايكس بيكو).. تخص الكورد

..حسن النصار ..
كانَ من شديد سوء حظ الكورد، أن قرر مستشار بريطانيا وخبيرها لشؤون الشرق الأوسط، العقيد مارك سايكس ،بالمشاركة معَ المستشار الفرنسي فرانسوا جورج بيكو، أن يقتسموا تَرِكة الامبراطورية العُثمانية، أو الرجل المريض كما أسماها الروس، في اتفاقية سرية (سايكس بيكو)، وفقاً لمصالح الدول العُظمى بعد الحرب العالمية الأولى، والتي لم يكُن فيها أو ضمنها دولة كوردستان، أو وطن الكورد.
وبِهذا قُسِم الشعب الكوردي، وتوزعت أراضيهم بين أربعة دول، هيَ العِراق وتركيا وايران وسوريا. وتبخرَ حلم الوطن من واقعهم، دون أن يُفارِق خيالهم يوما.
كوردستان .. أو خيال الشُعراء، كما وصفها جلال الطالباني ذات يوم، انسابت من بين يدي الكورد كما الماء، لِأسباب غامِضة، لا يعلمها إلا الله تعالى، و المطلعون على اللوح المحفوظ، وأعني بهِ الأرشيف السري لدولة بريطانيا العُظمى، وهُم قلة بطبيعة الحال.
ولكن البعض يتحدث عن قُصر نظر وباع السياسي الكوردي محمود الحفيد (الملك محمود)، والذي فضل التحالف مع العثمانيين، ضد الإنگليز، مُراهناً على حِصان خاسر وسفينة تغرق، لِأسباب دينية بحتة، ليخسر الرهان والوطن معاً.
ويذهب آخرون إلى أن القرار كان لل مِس بيل، المؤسسة الفعلية للمملكة العِراقية، وإنها من رغبت في ابقاء جزء من كوردستان على الأقل، تابعاً للمملكة العراقية الناشئة، ولاسباب اقتصادية بحتة لها عِلاقة بالنفط المكتشف جديداً حينها، في منطقتي كركوك وخانقين، وهُما جزءٌ من كوردستان.
عموماً خَسِر الكوردُ وطنهم، بينما ربحنا نحنُ جَنَة، فمن يتخيل العِراق بِلا كوردستان اليوم ؟ أو مُجتمعنا بِلا كورد ؟ ستكونُ البِلادُ أشبهَ بدار بلا حديقة، أو حديقة بِلا أزهار.
__________

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار