الثقافية

الأستاذة نبيلة عبد المنعم داود … عاشقة التراث

بقلم : الأستاذ الدكتور باقر الكرباسي/ النجف

في سبعينيات القرن الماضي كنت استمع إلى اغنية روسية رائعة تقول :(ياسنين عمري يأثروتي)، ومعها تلتصق في ذهني مقولة الكاتب الشهير دستويفسكي :(ان من يكف عن قراءة الكتب يكف عن التفكير والحياة)، فالحياة لصيقة بالمعرفة والكتاب ، وليس بعد السنين ولم تلتصق حياة بالكتاب والتراث كما حياة الأستاذة نبيلة عبد المنعم داود ، غزيرة ومبادرة ومكثار نشاط ومادمنا في فضاء نبيلة عبد المنعم وفضاء الجامعة الإسلامية ، إسمحوا لي أن أقول كلمة بحق هذه العالمية الجليلة، فهي أكاديمية لامعة تراثية فذة وعاشقة للتراث فعلاً، كان لها تأثير في كل من تعلم عليها ، تعلمنا نحن ثلة طيبة من الزميلات والزملاء يوم كنا ننتظم بالدراسة في معهد التاريخ العربي للدراسات العليا ، علمتنا السعي والعمل للدفاع عن التراث وكرامة الإنسان وحريته ، كانت انسانية النزعة صاحبة منهج علمي في كتابة التراث عقلانية حيادية ، كتبت التراث وفق المنهج التجزيئي الذي يتناول الاسهامات الفردية لعلمائنا العرب ، فيها عبق شيوخ الحكمة نجم ساطع في سماء إنقطعت عنها النجوم وسادها الوجوم ، رائدة من رواد التراث في العراق والوطن العربي ، التوثيق التراثي في منظورها يعد شرط البحث الموضوعي في المادة التاريخية، بعدما توضع في سياق حركة التاريخ ، مهجوسة بتوسل العلم ودرجاته ، لم تكتف بخطواتها الأولى في التاريخ الإسلامي ، بل عبدت طريقها نحو التراث مشفوعاً بجهد ثقافي ولااغزر ، فذهبت إلى حيث يقود التواضع .
أن الرسالة الإنسانية الجمالية التي حملتها أستاذتنا للتراث لم تشمل التدريس فقط ، بل مانشرته من بحوث تراثية علمية دليل على أنها ملكة التراث في العراق ، أكثر من مئة بحث ومقالة في التراث مع عشرات الكتب المطبوعة وأخرى تنتظر الطبع ، ناقشت 150 رسالة واطروحة ، واشرفت على أكثر من 50 .
اهلاً وسهلاً بك أيتها التراثية الفذة في رحاب مدينة أمير البلاغة والبيان الإمام علي( ع ) مدينة النجف الأشرف باحة العلم والمعرفة كانت ومازالت ، هنيئاً لك ماحققت من خطوات في العلم والمعرفة وأراك تقولين : ( أنني مرتاحة لمسيرة حياتي لاني لم اخضع لطمع او لخوف ) ، هنيئاً لك إبداعك والسلام عليكم ./ أنتهى

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار