” easy come, easy go” ” ما يأتي بسهولة يذهب بسهولة”

سرى العبيدي||

يوفر الرجوع الى أصل التفكير الأمريكي في بناء الأشياء، وسيلة نافعة لفهم تصميم الفكر السياسي الأمريكي الحديث..
معاينة العقلية الأمريكي في مجال التصميم الصناعي، تقودنا الى أنها تقوم على مبدأ بسيط، قوامه أن القوة تكمن في الأشياء الكبيرة، ولديهم مثلهم الشهير: everything bigger in texas، كل شيء كبير في تكساس، وهو ما يؤدي الى فهم منطقي، من وجهة النظر المادية، التي تقوم عليها الحضارة الأمريكية..
ولذلك فإن المكائن والآلات والشوفرليه الأمريكية، غالبا ما تكون الأكبر من بين مثيلاتها في العالم..حتى لفة سندويج الهمبركر الأمريكية؛ أكبر من مثيلاتها في غير مكان، بمقدار الضعف..لأن الأمريكان يأكلون أكثر من غيرهم، بمقدار الضعف، ولذلك تجد البدانة مشكلة لديهم!..
البدانة الأمريكي تقتضي توفير خامات دائمة، لا يمكن أن تكون في الأشياء الصغيرة، ولم يعد بالإمكان توفير أشياء كبيرة دائما، من الداخل الأمريكي لإرتفاع التكاليف..
” بريجنسكي”مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، أكتشف الحل المناسب، لحل المعضلات التي تواجهها بلاده.
وجد بريجنسكي في ميدان توفير القوة الكبيرة، لتحقيق الأهداف الكبيرة، أن جمع عنصري القوة والمال يعني شيئا كبيرا، ووجد أيضا أن منطق القوة يستدعي أن يوفرهما من خارج بلاده، سيما وأن بناء الحلم الأمريكي، يحتم الإحتفاظ بآخر مصدر من مصادر القوة في العالم، في أمريكا ذاتها!..
وفي الأيام الأخيرة من الحرب الباردة بين الأتحاد السوفيتي وأمريكا، كان طرفي الحرب على شفير الإنهيار، الأتحاد السوفيتي يوشك أن ينهار إقتصاديا، وأمريكا كانت متخمة بالمشكلات، التي تجعلها تراوح في مكانها مقيدة في حربها..
الداهية الأمريكي الحاذق بريجنسكي، أكتشف طريقا للإجهاز على السوفيت، بأدوات غير أمريكية وبمال غير أمريكي..فصنع “طالبان” و”القاعدة”، لحرق السوفيت الذين ما زالوا يمتلكون ـ آنذاك ـ معظم عناصر قوتهم، وكان تصميم مشروع بريجنسكي محكما قويا، لإعتماده على مصدرين مهمين يديمانه لفترة طويلة،عقيدة عمياء ومال سهل سخي!
وليس مثل العقيدة الوهابية عمياً، ولا مثل المال السعودي سخاءا وايسر حصولا، وهو مال ينطبق عليه المثل الأمريكي” easy come, easy go”، “سهل الحصول عليه، سهل الإنفاق” وصادف أن تزاوجا مسبقا، قد حصل بين المال السعودي؛ والعقلية الوهابية، وأن الدولة السعودية قائمة على هذا الزواج..