المحليةتقارير وتحقيقات

بالفيديو.. تعرف على شخصية مصور رئيس الوزراء المثيرة للجدل

((وان_بغداد))
أكثر ما أثار جدل العراقيين، منذ تولي مصطفى الكاظمي رئاسة مجلس الوزراء، في نيسان الماضي، وحتى زيارة البصرة، يوم أمس، هو “لقطاته الفوتوغرافية”، التي بدت مبهجة للبعض لكنها أخذت مساحة كبيرة من سخرية الكثير، الامر الذي يبرز سؤالا فضوليا عن هوية مصور الرئيس.
غذت تلك اللقطات انقلابة الرأي العام ضد الكاظمي، بسبب بعض الثغرات في بعض قراراته، واستعدائه لأحزاب سياسية، تجيد لعبة الإعلام.
https://youtu.be/G0cR2Km8LvI
لكن مصور الكاظمي استطاع، في الأيام الأولى لتوليه رئاسة الحكومة، أن يكسب تعاطف وود الشارع مع الكاظمي، كما أنه نجح بلفت الانتباه باظهار الكاظمي بهيأة مثيرة عبر لقطات وحركات وصفها البعض بأنها “هوليودية” أو سينمائية، وهذا ما جعله محل إثارة مستمرة.
ويبدو أن مصور الكاظمي، عارف بطبيعة المجتمع العراقي الذي يتعاطف أغلبه بسرعة مع أي شخصية تبدو عليها ملامح الإثارة والجدل والظهور الإعلامي والميداني. وهذا ما عمل عليه منذ أيام عمل الكاظمي الأولى، في أول اجتماع لمجلس الوزراء بعد تشكيل الحكومة، وقيامه بعدة جولات ميدانية.
ومع انتشار صوره بشكل كبير على منصات التواصل الاجتماعي، يتهم مدونون وناشطون الكاظمي باستمالة الشارع بصورة كثيرة الزوايا والغامضة في بعض الأحيان، والتي تبدو أنها تبث رسائل “التضخيم” و”العظمة” والتربص بالفاسدين.
وأخيرا، كشفت مصادر مطلعة، عن هوية ذلك المصور.
تقول المصادر، إن مصور الكاظمي هو الفنان الكردي، جمال بنجويني، الذي تمكن من الوصول إلى العالمية حاصدا العديد من الجوائز الدولية، بصوره التي تروي واقعا تراجيديا في الغالب.
ولد جمال بنجويني عام 1981 في أحد مخيمات اللاجئين على الحدود الإيرانية العراقية، بعيدا عن مدينته بنجوين في خضم حرب طاحنة دارت رحاها بين البلدين على مدى ثمانية أعوام. وكبر على صوت الأسلحة، لكنه كان مختلفا عن الأطفال الآخرين، لأنه كان يراقب الصحافيين والمصورين الذين كانوا يتوافدون إلى المخيمات بين الحين والآخر لإعداد تقارير وقصص صحافية عن اللاجئين ومعاناتهم.
كان بنجويني يلاحظ آلات الكاميرا التي كانت بحوزتهم، فبدأت علاقة عشق جميلة بين هذا الصبي وتلك الآلة، ما زالت تتعمق..
يقول بنجويني، في أحد أحاديثه الصحافية، “كنت أشاهد المصورين والصحافيين الذين يتوافدون على المخيم، وأقول مع نفسي متى أصبح مصورا مثلهم في يوم من الأيام”.
وبسبب الحرب الداخلية التي شهدها الإقليم بين أعوام 1992 – 1998، اضطر جمال إلى أن ينقطع عن الدراسة بعض السنوات. وفي عام 1999 اصطحب الرئيس العراقي الأسبق جلال طالباني وعقيلته هيرو إبراهيم أحمد معهما بنجويني إلى السليمانية، وساعداه على استكمال الدراسة فيها، وكان يبلغ من العمر حينها 17 عاما، واشترى أول آلة كاميرا.
ويقول بنجويني: “بعد انتقالي إلى السليمانية، اشتريت آلة كاميرا وبدأت بالتقاط الصور الفوتوغرافية للتماثيل والمنحوتات التي أنحتها، فقد تعلمت فن النحت منذ الثامنة من عمري”.
ومع بدء غزو العراق في العام 2003، وسقوط نظام صدام حسين، توجه بنجويني إلى بغداد ومناطق العراق الأخرى للتصوير. وجاب ميادين الحرب وشوارع المدن ليسجل بكاميراته تلك الأحداث، ناقلا للعالم صورة الحياة في العراق في ظل الحرب، واستمر يرفد الصحف ووكالات الأنباء العالمية بصوره التي كان يلتقطها في أجواء مشحونة بالاضطراب والمعارك والحروب والأحداث الساخنة، متنقلا من تصوير هذه الحرب إلى تلك، واستمر في عمله حتى عام 2009.
وانتشرت صور هذا المصور خلال الستة أعوام تلك التي عمل فيها بنجويني مصورا صحافيا في العديد من الصحف الدولية المهمة، مثل وكالة “رويترز” وجريدة “نيويورك تايمز” و”الغارديان” ومجلة “ناشيونال جيوغرافيك”، و”بي بي سي” و”الواشنطن بوست” و”الفايننشيال تايمز” وصحف دولية أخرى.
الجهد الذي بذله بنجويني انقلب عليه فيما بعد، فبعد التردد بين الإعجاب والانتقاد، صارت صوره للكاظمي، الذي بدا عاشقاً للتصوير، هي أول الأهداف المُنتقدة في مكتب الكاظمي الإعلامي، خصوصاً مع انقلابة الرأي العام ضد الكاظمي، بسبب بعض الثغرات واستعداء أحزاب سياسية تجيد لعبة الإعلام.
وحفل التواصل الاجتماعي، بعد زيارة الكاظمي لكربلاء، بموجة سخرية كبيرة، بسبب لقطة مقربة للكاظمي، وهو يدعو الله قرب الضريح، حيث سأل كثيرون عن مكان تموضع المصور؟ فيما نشر آخرون صوراً لمصورين بوضعيات مضحكة، انتقاداً لما يتصورونه وضعاً للتصوير لدى بنجويني، المتأثر بلقطات السينما العالمية، واستحضار مشاهد من أفلام مشهورة مثل “العراب” و”بيت البطاقات”، فضلا عن استنساخ لقطات الصور الخاصة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار