مقالات

الدين أفيون الشعوب..

بقلم حسن النصار ….

واُراهِن على ان اسم قائلها، وهوَ ماركس، تقافز إلى اذهانكم فوراً. ولكن القليل منا من يعرف ان ماركس لم يكُن أول من صرح بهذا، ولا حتى آخرهم، فَ العِبارة أعلاه تجد مرادفاتها، وإن في سياقات مختلفة بعض الشيء، في كتابات كُلٌ من: ايمانويل كانت، فيورباخ، هيردر،برونو باور، هينريش هاينه وغيرهم.
لا اُريدُ أن اُسهب كثيراً وسأنتقل الى مُقارنة هذه الفكرة مع الواقع ومدى انطباقها عليه لأستخلص قيمتها ومدى حقيقتها على شكلِ تساؤل، هوَ الآتي:
هل هُناك قوة في الكون تُجبِرُ الإنسان على أن يقتل نفسه طائعاً مُختاراً، لا بل وحتى سعيداً مرتاح البال، غير الدين ؟ وحده الأخير من يستطيع اقناع الإنسان بتحويل نفسه إلى أشلاء وسط تجمعات الناس، بواسطة حزام ناسف، كي يُعانق الحور العين، ورُبما حتى الغُلمان المُخلدون! قد تظنُ وأنتَ تقرأ كلماتي السابقة انني أنتقد الدين، وسيكون ظنك خاطئاً، فأنا لا أنتقد ولا يهمني ما يؤمن به الناس، ما لم يؤذو أنفسهم والآخرين، نتيجةً لهذا الإيمان، أنا فقط أوضح قوة الدين، وان هذه القوة ممكن أن تكون في بعض حالاتها ايجابية وجداً بالنسبةِ للإنسان، وسلبية جداً أيضاً لبعضهم الآخر، وممكن أيضاً أن يكون سلاحاً أو أفيوناً يُخدر به المنتفعون من السياسيين ورجال الدين عقول العامة، كما حدث ويحدث (وسيحدث) في بلدي العِراق.
العِراق الذي يُعتبر من أغنى بُلدان العالم بِ نفطه وسياحته وزراعته ونهريه وأئمته وووو الخ. ومع هذا لا نملك لا الماء ولا الكهرباء ولا الزراعة ولا المستشفيات ولا الأمن ولا المساكن ولا ولا ولا ولا …
جِدو لي سبباً واحداً جعل هؤلاء القواويد يتحكمون بنا وبمصائرنا طوال عقدين، غير توظيفهم للدين وطوائفه وأحداثه التاريخية ؟ أوجدو لي علة مقتل الآلاف من شبابنا في حرب طائفية قذرة ؟ وحدثوني عن المأزق التاريخي الذي نحنُ فيهِ الآن، فإن حجرنا أنفسنا مُتنا جوعاً وإن خرجنا لأرزاقنا فتك بنا الوباء !؟
إلهي وربي، يقولُ المؤمنون بك ان لديك حكمة في كل شيء تحدثه، وأنا لا أملك امكانية فهم حكمتك، ولكنني اُدرِكُ أن هذا الشعب مظلومٌ، فَ انتصِر..

ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى