كيف تقتلون وبهذه الطريقة..

..
حسن النصار …
قبل بضعة شهور، دخل إلى منزلي فأر. حاولت بشتى السُبل اخراجه بوسلة سلمية إلا اني عجزت، فما كان مني إلا الاستعانة بفخ الكارتون اللاصق، الذي وضعت فيه تشكيلة مما لذ وطاب من كاكاو وخبز وبعض المكسرات بالإضافة الى الجبن. وبعد نصف ساعة أصطدته. إلا ان ضآلة حجمه ونظراته الخائفة أربكتني بعد ذلك. بقيت اتفكر في شأنه لنصف ساعة تقريباً، إذ لم يطاوعني قلبي على رميه بهذا الحال، لِأنه سيموت ببطئ وعذاب قد يستمر لساعات طويلة. بالنهاية وبعد أخذ ورد،أعطيته لأحد الجيران للتخلص منه بطريقة رحيمة، بعد أن لعنت الساعة التي اضطرتني للامساك به.
قد ترونَ هذا ضعفاً، ولكني لستُ بضعيف أبداً. أو قد تتمتمون مع أنفسكم انها مِثالية، وهيَ ليست كذلك أيضاً، فحياة أي كائن ووجوده هيَ اعجوبة تستحق الاحترام، وكما يقولُ شوبنهاور: أي أحمق يستطيع دعس حشرة بقدميه، إلا ان جميع البشر لا يستطيعون خلق واحدة !
أكتبُ هذا وأنا أتذكر سقوط ثلث العِراق بيد تنظيم داعش الإرهابي في مثل هذه الأيام من عام 2014م، وما حدث بعدها من مصائب. آلاف قتلوا ابتداءً من 1700 شاب هُم شهداء قاعدة سبايكر ، مروراً بمذبحة الأيزيدية ،ووصولاً الى شُهداء تحرير أراضينا، آلاف هُجروا من مدنهم التي دُمرت، وبعض من بقي لاتزال جثثهم تحت الأنقاض الخربة رُبما.
كُلُ هذا ولم يُحاسب أي أحد من المسؤولين عن هذه الكارثة حتى اليوم ! لا سياسيين ولا قادة عسكريين ولا ولا ولا، والدواعش الذين تم القاء القبض عليهم يملئون السجون، مُرفهين ويأكلون ويشربون، إذ لا أحد يجرؤ على اعدامهم.
بالنهاية أتمنى أن اسأل جميع من لهم يد فيما حصل، سواء كانو مسؤولين حكوميين أو
دواعش ومن يُشرع لهم ويُبرر.
كيف تفعلون ما تفعلونه ؟ كيف تهنئون بنومتكم بعد ما حصل ؟ كيف تقتلون بهذه البرودة ؟
بينما عجزتُ أنا عن قتل فأر حتى !!
ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.