الثقافيةمقالات

نقد صفري – مجال نقدي قيد التأسيس “ضلالة الضوء في أوديب ملكا”

بقلم الدكتور جبار صبري:
لقد دلّت تجربة اوديب أن الابصار كان السبب وراء اخطاء سلوكه والابصار هو حركة – مفهوم – مكان: تعامل في انعكاسات تلك المصطلحات. وبالتالي كان هذا التعامل مصدر فاجعة. وكل انسان يفكر بطريقة الحياة/ النور/ الواحد/ اليقظة يقع في كثير من التفسيرات الخاطئة، كأنما الملاحظة التي تبدأ بالعين هي حصائلها المزيد من الافعال اللامنطقية والتي لا تقترب من اصابة الحقيقة. ولمّا عرف اوديب ذلك متأخرا، عرف أن العين عينه مصدر شقائه لذلك انتقم لنفسه بنفسه. استطاع أن يفقأها ليطفئ ذلك الضياء الخدّاع وليدخل في عالم البصيرة. عالم الموت. عالم الصفر. إن العين تدمير واليقظة في النهار عشو وهلاك.
استطاع الوحش في مسرحية اوديب أن يكشف لأوديب توهماته. ضآلة فهمه. لقد أوقع بأوديب حين سأله: من ذلك الذي يمشي على أربع ثم على اثنين ثم على ثلاثة، ولمّا كانت اجابة اوديب: هو الانسان ( أنا ). أوقع به الوحش لأنه ادرك فيه سطوع اليقظة في النهار. انعكاس الضوء في مجال تفسيره. العين والملاحظة دليل فهمه. وأن مرآة اوديب لا تعكس الا ما تمظهر منه. لذلك منحه تأشيرة التجربة. آنذاك خرق اوديب المقدس بأبشع ما هو مدنس. آنذاك أصبح مليكا مدنسا بخطايا الزوجة/ الأم، والاخوة/ الأولاد. كل ذلك كان بسبب الفهم بالضوء. بدالة الظهور والحركة حتى ادرك سؤال الوحش مرة ثانية بإعادة انتاجه من جديد: أن المشي حركة وأن التحولات مفاهيم وأن المكان أصلها. وبذلك من هو الانسان المتمظهر فيها: بالنتيجة هو الذي ارتكب أخطر الاخطاء وأمات البصيرة حين اطلق عنان البصر. لذا عاقب نفسه اوديب من محل خطأه حين فقأ العين. هذه العين هي ضلالة الطريق. ضلالة الانسان. ضلالة الفهم والمصير….
……….

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار