الثقافية

الحاجة بربع .. شهادة الدكتوراه الفخرية

بقلم عباس سليم الخفاجي:

فقط في العراق تجد آلاف الأشخاص ممن يحمل هذه الشهادة والتي لا تُضيف لصاحبها سوى حرف الدال، الذي يقلل من شخصيته ولا يزيد عليها شيء، متمنياً أن تعلم أيها العراقي إن الإنسان ليس بشهادته المزيفة بل بأخلاقه وثقافته.
انطلق بمقالتي هذه لحرصي الشديد لكل من يحمل شهادة الدكتوراه الحقيقية وباقي الشهادات وان كانت ابتدائية، متذمراً من كل شخص عراقي اشترى شهادته الفخرية من هذه المواقع، والتي تشبه المواقع الإباحية الساقطة في غايتها، نعم هكذا تكون اللهجة مع الذين يحاولون إسقاط القيّم الخُلقية والمعرفية ويحاول أن يُدمر ما بقي عامراً في العراق.
وكم من مسؤول في الدولة العراقية تبوء منصب وزير ووكيل ومستشار ونائب ومدير وهو يتخفى بشهادة لا قيمة لها اشتراها من ماله الحرام، ليبقى متربعاً في منصبه يسرق وينهب من خيرات وثروات العراق دون حساب أو رقيب، والمصيبة الكبرى أن المانح لهذه الشهادات وخاصة الدكتوراه الفخرية لا يحمل أي شهادة علمية وكما يقول المثل الدارج “وافَـقَ شَـنٌّ طَبَقَـة”. ومن الجدير بالذكر إن هذه الشهادات يروج لها وتباع في “سوق مريدي” بالعاصمة بغداد، وتوزع في الكازينوهات بسعر زهيد، وتباع أيضاً على المراقص والملاهي اللبنانية وتُمنح من قبل العاهرات، والشواهد على ذلك كثيرة.
وأخيراً وليس آخراً .. لو كان في العراق نظام حقيقي يحمي العِلم والعُلماء والمثقفين من هذا البلاء الخطير، فعليه أن يُلاحق ويُلقي القبض على جميع أصحاب الشهادات الوهمية المزيفة من دكتوراه وبروفيسور والتي كثرت في أيامنا بجميع مفاصل الدولة والمتزامنة مع تزايد الفساد الأخلاقي والمالي والديني.
ألا تباً وبئساً وتُعساً لكل من يريد خراب العراق، ولنُبدل أصحاب الفخامة والمعالي والسيادة الوهميين بحملة الشهادات العليا الشرفاء الذين يتظاهرون يومياً من اجل طلب العمل بعز وشرف وكرامة لبناء وإعادة العراق دون مستمع ومجيب لهم.
عباس سليم الخفاجي 10 أب 2020

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار