المحلية

لا تكن عليهم سبعا ضاريا

🖋️ *الشيخ محمد الربيعي*
ان المنهج الاساسي الذي سنته شريعة الاسلام بتعاملها مع شرائح المجتمع، بقيادة *منظمة الأسوة الحسنة* المتمثلة بالنبي الخاتم محمد ( ص ) ، واهل بيته الطيبين الطاهرين ( ع ) ، كان اساس الايمان ، والاخلاص ، والانسانية ، اما الاعتبارات والامتيازات الاخرى من المال و المنصب والمقام والقوة ، فهذه لم يكن لها دخل بطريقة تعامل السلطة او افرادها اتجاه المجتمع .
فتلاحظ الشواهد العديدة التي اثبتت ان محمد وال محمد كان تعاملهم اتجاه ابناء المجتمع سواسية ولم يكن هناك من يستطيع ان يعلوا فوق القانون الاسلامي او يكون هناك المحاباة في تطبيق القوانين ، فذلك عقيل أخ لأمير في السلطة وخليفة المؤمنين و المسلمين علي بن ابي طالب ( ع ) ، يأتي يطلب الزيادة من بيت المال نتيجة ظروفه الصعبة فماذا كانت النتيجة ؟!!! ، بدل ان يمسك *الاصفر مسك الاحمر* اي بدل ان يمسك الدنانير مسك قطعة الحديد التي قدمها له الامام علي ( ع ) وهي حارة حيث كانت موضوعة بالنار ، لتكون عبرة ودرس لمن يعتبر .
اذن وجد اهل القانون اهل السلطة ليحموا حقوق الناس ، و يراعوا مصالحهم ، لا ان يستخدموا القانون لتسليط عليهم !!!
وجد اهل القانون لتطبيق عدالة الله تبارك وتعالى في الارض و يطبقوا أحكامه ، لا ان يتكبروا و يتجبروا ، وجدوا ليحققوا محبة خلق الله بالله تبارك وتعالى .
محل الشاهد : ومن هنا نلاحظ الامام علي ( ع ) ، يؤكد ويكتب لمالك الاشتر في عهده عندما عينه واليا على مصر من ضمن فقراته التي يجب ان تنخط بالذهب: *لاتكن عليهم سبعا ضاريا* ، فقد كان يوصيه بالرحمة والعطف عليهم حتى مع من ثبت ذنبه و تقصيرة ، والنتيجة وجد القانون ليس للانتقام وانما وجد لتربية و ترويض وتنبيه الى الطريق الصحيح .
*ومن هنا نوصي كافة المتنفذين بالسلطة* الرفق بالرعية والأخذ بقول الامام علي ( ع ) ( لاتكن عليهم سبعا ضاريا ) ، فالمؤمنين رحماء بينهم اشداء على الكفار .
نسال الله نصر العراق وشعبه .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار