شكراً للسياسة تعلمت منك الكثير الكثير
بقلم جمال العراقي :
بفظلك تعلمت كيف يخدع الناس بكلمات منمقة ووعود كاذبة ولا يهم ان كانت ترانيم دينية او بشحذ همم قومية وعرقية او أيدلوجية
“فالغاية تبرر الوسيلة” .
علمتني كيف يتم الوصول لحكم وطن واللعب بمقدرات شعبه وثرواته .
علمتني كيف يستفاد من منصب مرموق لتغذية الأذرع والأطراف لتكوين مملكتاً يحكم بها
و علمتني ان المنفعة تجعل من عدوا اقرب رفيق وأن كان الدم فيما بينهم قد سفك .
علمتني ان الصديق في وقت الضيق والمحن هو الأخ الذي لم تلده امي وعند الرفاهة ينقطع بيننا الود والرحم .
علمتني ان الحق يصبح باطل والباطل يصبح حق وحسب ما تقتضيه المصلحة .
وعلمتني ان التفرق والتشرذم وبعد الناس عن الهدف الحقيقي يجعل الحكم سلس ومريح .
علمتني كيف تسخر الطائفية الممزوجة بالجهل والتعصب لسحق واقصاء الخصم .
علمتني ان المواثيق والأعراف ممكن ان تضرب بعرض الحائط في سبيل تحقيق اي هدف .
علمتني ان البؤس والجوع ممكن استغلالهما بابشع الصور .
علمتني كيف التأمر على بيت قد تربيت فيه او على جار من دون وجل او خجل .
علمتني ان الطغاة تتربى رويدا رويدا من شرب دمٍ ويمجدها من استطاب بمذاقهِ .
علمتني ان الكذب فن والصدق هُراء وتأنيب الضمير وساوس شيطانية .
علمتني ان التسلط هبةٌ قد وِهبت فلما لا تُستغل على احسن وجه .
علمتني كيف تُزرع اوهام الأملِ ليتعلق على جدرانها المساكين والفقراء .
علمتني كيف يسخر كهنة المعابد صنم من دون الإله ليجعلوا منهُ نصف إله ويرسمون لهُ ابهى الصور .
قليل قليل ما ذكرت هو غيض من فيض وما خفي كان أعظم ، لست بالشكر لك مادح لكن كيف للطالب ان لا يشكر المعلم ، عزائي الوحيد للقيم التي بيعت من تحت ردائك هو اني اخيراً علمت ما هيتك ومن تكونين ، انتي اشبه بفتاة ليل خاوية من المشاعر والأحاسيس ، غاويةً لمن يستهويك تعزفين بأوتار نغمٍ شيطانيةً فيرقص من يرقص منهم تاركاً من ورائه القيم والمبادىء والأخلاق ، الا من رحم ، وهم ما ندر ،
قد تختلفين من بلد الى بلد ، ولك عدة تعاريف ، وهناك من يمجد بك ويستهوي ما تستطيعين فعله حيث يقول : ملك انكلترا – هنري الرابع
“أعظم فن سياسي هو تقديم الرذيلة لخدمة قضية الفضيلة” ،
وحسب رأي الخاص اليوم فن السياسة هو
“تقديم الفضيلة لخدمة قضية الرذيلة” .انتهى