مقالات

نهاية العالم وكذبة الشيباني

عمر سامي حميد :
في عام ١٩٥٤ تنبأت طائفة دينية مميزة انذاك أن طوفاناً هائلاً سوف يحدث من ال ٢١ من ديسمبر، وأن هذا الطوفان سيدمر الكوكب بأكمله، ولكن لحسن الحظ، زعمت زعيمة هذه الطائفة أن كائناً من كوكب”كلاريون” أخبرها بأن طبقأً طائراً سوف ينقذ أعضاء طائفتها في الليلة السابقة للطوفان.
ولكن المفاجئة حصلت عندما اتى هذا اليوم الموعود ولم يحدث شيء مطلقاً، ترى مالذي سيحدث لابناء هذه الطائفة بعد هذه الكذبة هل سيدركون نهاية العالم أم أنها كذبة أخرى، إم أنهم لم يصدقوا زعيمتهم مرة ثأنية، ولكن المثير للدهشة، ما فعلوة عكس ذلك تماماً، ولن تصبح لهم هذه الديانة مجرد تابوات بل العكس اصبحوا أكثر تمسكاً من قبل بشكل كبير بل انهم قبضوا على افكارهم بصورة أصبحت معتقداتهم بحدوث الطوفان اعمق من ذي قبل.
والان بعد كذبة الشيباني وظهوره على شاشة التلفاز بنهاية العالم في يوم ال ١٦ على ال ١٧ من شهر تموز الحالي هل سنرى هناك من يتابعة مرة ثانية أم انه سيهمل ونرى الكثير من يدير القناة عند رؤيته مرة أخرى، أكاد أجزم أن الكثير من مصديقي الدجل والخرافات والذين يحركهم العقل الجمعي واللاوعي اللاشعوري، سيميلون الى حاجة نفسية قوية للإبقاء على إتجاهات وسلوكيات ثابتة قد تكون غير عقلانية.
بأعتبار أن الكثير من الناس تبحث عن التوافق الروحي مع اتجاهاتها حتى لو كانت تعلم بعدم صحتها، وقد لا تتوافق مع الواقع، وذلك طمعاً في الشعور بالارتياح ودافع للتخلص من حالة عدم الرضا الداخلي.
وعلاوه على ذلك قد تشكل هذه الكذبة رقمأً صعباً عند البعض للخوض في تصديق خرافات أكثر قد تكون مصداقيتها معدومة، رغم ذلك هم منقادون لتصديقها بسهولة ويسر، وعلى الانسان العاقل أن ينتبه لأي عمل يقوم به أو يصدقه وأن ينتبه للصوت الصغير داخل الرأس الذي يحاول أن يبرر السلوك الخاطأ فهو عملية للتنافر المعرفي الذي يجعلك منقاداً نحو سلوكيات وتصديق افكار قد تكون غير منطقة وبعيدة تماماً عن الواقع .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار