مقالات

هل يعقب (السكون المؤقت) الليبي جولةٌ جديدة من تصادم أوسع بين تركيا والفريق العربي الثلاثي؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
منذ أن حدد الرئيس السيسي خط (سرت ـ الجفرة) الأحمر يبدو أن تركيا وحكومة طرابلس قبلتا عمليا ومؤقتا بتقسيم ليبيا إلى منطقتي نفوذ، فتوقفت النشاطات الحربية حتى أعلِن عن غارة جوية على قاعدة (الوطية) الجوية في القسم الغربي لم تعلن قوات المشير حفتر شنها، في وقت كان وفد عسكري تركي رفيع يزور طرابلس وتجري في القاعدة عملية نصب قواعد دفاع جوي مهمة كما نُشِرَ، ما يدل على أن الغارة كانت ردا على الحدثين، وتستند إلى مراقبة خارج قدرة وسائل الاستطلاع/ التجسس العادية، أي بتعاون استخباراتي فضائي خارجي..
ويبدو أن قوات حفتر قد أعادت تماسكها بعد صدمة Jun2020.
الأهداف التركية في جنوب البحر المتوسط تكون أكثر تحققا لو أمكن استكمال سيطرة حكومة الوفاق/ طرابلس على كل ليبيا، إلا أن وضعا كهذا بات مستحيلا (حاليا) لاصطدامه بفلسفة الأمن القومي المصري وتحسس فرنسي..، وتحسس إماراتي شديد وسعودي أقل ظهورا.
ويوم أمس صدر تلويح حوثي باحتمال استهداف مقبل لمقرات ومواقع سعودية حساسة بضربات عميقة. وحتى الآن يدعي الحوثيون أن طائراتهم المسيرة وصواريخهم هي من صناعاتهم ومن صواريخ مخازن قديمة للجيش، فيما تتهم أطراف خليجية إيران بتسليحهم ولو نسبيا.
عموما، تحوم شكوك الآن إلى احتمال أن يحصل الحوثيون على وسائل حربية تركية بحذر (من طرف ما، حتى لو يكن دون عِلمٍ تركي، حيث لم تظهر علاقة لتركيا في حرب اليمن حتى الآن)، خصوصا في مجال طائرات مسيرة تركية الصنع استخدم نوع أو أكثر منها في معارك ليبيا كما متداول، وهو أمر إن حدث سيشكل تطورا كبيرا في الصراع بين تركيا الأردوغانية وجنوب غرب الخليج، ما يدفع إلى تصعيد كبير في ليبيا بين قوات حفتر وطرابلس وفي مناطق نشاطات عسكرية تركية أخرى.
وهكذا تبقى احتمالات التصعيد مفتوحة لتشمل مواقع أخرى (..).
وربما من يسأل عن غياب الدور الأميركي (علنا). أميركا مشغولة بتصاعد وتيرة إصابات كورونا، والانتخابات، والوضع في جنوب شرق آسيا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار