المحليةمقالات

كارثة كورونا والانتشار الصيني والاستراتيجية التعرضية التركية.. أي حرب سَتَلِدُ؟

((وان_بغداد))
كارثة كورونا غيرت وستغير الكثير من النظام العالمي وحياة البشر وألحقت ضررا هائلا في الاقتصادات العالمية.
وفي خضم اللوم الشديد وإتهام الصين بعدم التعامل بشفافية بقصة فايروس كورونا، غيرت الصين لهجتها الناعمة التي اعتادت عليها.
ورغم الأحداث الداخلية الأميركية وانعكاساتها على المعادلات الخارجية فإن تطور الدور الصيني إلى حد الهيمنة على العالم يعد أمرا مستبعدا تماما لأسباب كثيرة، أهمها:
1. للصين مشاكل وحساسيات كثيرة في محيطها القريب، ودول كثيرة تنظر اليها بحساسية كبيرة في شرق وجنوب شرق آسيا، وإن الهند الدولة النووية الصاعدة والتي تقارب نفوسها نفوس الصين يستبعد أن تقبل بهيمنة صينية خصوصا عندما تتلقى دعما من دول مهمة جدا عالميا.
2. مهما قيل عن تحالف روسيا الدولة النووية الثانية عالميا مع الصين من المستبعد أيضا أن تقبل بهيمنة صينية، واعتبارها تهديدا وجوديا من قبل أميركا يمكن أن يتغير تدريجيا.
3. محاولات الصين الهيمنة الإقتصادية عالميا لم تعد فرصها بعد كورونا كما كانت قبلها، فمعظم دول العالم أدركت حتمية حماية صناعاتها ومنتجاتها من التوسع الإقتصادي الصيني وربطت ذلك بأمنها الوطني.
4. الشعوب الأوروبية التي تحيا حياة ديموقراطية رائعة لا يمكن أن تقبل العيش تحت أي هيمنة، خصوصا عندما تكون من دولة تختلف تماما عن معاييرها الديموقراطية، وأوروبا تمتلك قدرات نووية وصناعية وإقتصادية هائلة وحتى لو حصل عتب بينها في مرحلة التصدي لكورونا فإن القبول بهيمنة أحد هي الأخرى تبدو مستبعدة، والتغلغل الصيني في عمق أوروبا سيكون مستحيلا.
5. الحرب النووية الأميركية الصينية، حتى إذا تحالفت روسيا مع الصين افتراضا (تبدو ضربا من الخيال والوهم والجنون)؛ لأنها ستؤدي إلى دمار شامل هائل.
6. حروب الوكالة عن أميركا أو الصين ليست ذات جدوى ولا تأثير لها.
7.عداوات أميركا مع إيران واستراتيجية أميركا الخليجية يُرَجَحُ أن تجد حلولا تفوِّتُ فرصة استغلالها صينيا.
8. الحرب الباردة إقتصاديا ونفسيا وإعلاميا هي الوحيدة المحتملة، وستكون خسائر الصين فيها أكبر كثيرا.
لذلك، لننسى قصص الحرب العالمية العسكرية الثالثة، فلن يراها العالم لأجيال.
………
أما تصاعد التصادم بين تركيا الأردوغانية ودول جنوب غرب الخليج ومصر بقدراتها العسكرية والتخطيطية الكبيرة فاحتمالاته مفتوحة في ضوء المعطيات السائدة.
ووجود تركيا العسكري في قطر قَلَبَ المعادلات العسكرية، وليس مستبعدا أن يكون متفقا ولو (تلميحا) مع أميركا، وإحتمالات نفوذ تركيا الى أثيوبيا ووجودها العسكري في ليبيا يقلق مصر جدا. لذلك، يُرَجَّحُ أن تكون معارك الطرفين الليبيَّن في سرت وشرقها صعبة جدا ودموية وصدمة تعرض طرابلس المفاجئة والاندفاع شرقا يصعب توقع تكرارها.
ولا تستطيع تركيا البقاء في ليبيا وشمال سوريا معا. وبما أن إبعاد آمال روسيا عن ليبيا يشكل هدفا أميركيا فسوف لن تعيق أميركا أهداف أردوغان هناك ولو سرا.
العراق له مصالح استراتيجية/مائية/ مع تركيا ولن يكون طرفا في صراع معها.
ويحتاج العراق الى إدامة سلاحه وعتاده الغربي وحماية صناعاته المقبلة التي ستتطور حتما ضمن خطوات الإصلاح.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار