مقالات

هل يكون الماضي اجمل من الحاضر

🖋️ بقلم الشيخ محمد الربيعي:
جملة كثر استخدامها ان ماضينا اجمل من حاضرنا ، والعجيب بالامر ان الماضي لم يكن فيه من التطور بكافة مجالات الحياة كما هو عليه اليوم .
*فكيف اصبح الماضي لدى الناس اجمل من حاضرهم ؟! .*
وحاضرهم ان كان سيء فمن هو السبب بذلك ؟ ، هل هناك سكان غير اهل الارض حلو فافسدوا ؟!
محل الشاهد : تساؤل اخر من هم قبلنا والذين ندعي ان زمانهم افضل ، هم ايضا كانوا يدعون ان زمانهم الماضي افضل من حاضرهم ، وحاضرهم الذي اصبح لنا ماضي ونحن ندعي انه افضل من حاضرنا ، *اذن بالنتيجة الحقيقية*
*ان حاضر من قبلنا والذي كان مذموم عندهم هو ماضينا الذي نمتدح !!!*
فمن هو الصح بيننا من ذمة حاضره ام من مدح حاضر غيره بدعوى انه ماضي جميل ؟!!!
اذن لاماضي من قبلنا ولاماضينا افضل من حاضرنا الذي سيكون ايضا يوما ما ماضي لغيرنا .
اذن ماهو تفسير ذلك ؟ انا اقول ان صح التعبير اسمي هذه الحالة *وهم سراب الماضي* ، ومحاولة الهروب من الفشل الحاصل في الحاضر والذي هو بسببنا وسبب افعالنا ، بالاتكال على دعوى سراب الماضي الجميل ، وكما قال ابو عبد الله محمد بن ادريس الشافعي : نعيب زماننا والعيب فينا ، ومالزماننا عيب سوانا ، الى اخر ابياته .
محل الشاهد : ومما يجب ان ندقق فيه ونضعه ايضا في اعتباراتنا ، *ان حاضرنا وحاضر من قبلنا كان يوما من الايام مستقبلنا المرتقب* ، و الذي نبهتنا وحذرتنا الشريعة الاسلامية بالاشارات الواردة عن الخاتم محمد ( ص ) ، ومنظومة الاسوة الحسنة المتمثلة بال محمد الاطهار ( ع ) ، من انه سيكون صعبا بسبب اعمالنا ومخالفتنا للقواعد والتعاليم الالهية ، فحاضرنا اليوم وما يجري فيه قد تم تحذيرنا منه ، انه لايمكن ان يكون بصالحنا ونحن نسير وراء *منظومة الشيطنة* وتاركين ومحاربين *منظومة الاسوة الحسنة* .
محل الشاهد : وان قضية الماضي والحنين له لها اساس *سيكولوجي* يطلق عليه مصطلح *النوستولجيا* ( *الحنين الى ماضي مثالي* ) ، والذي عبرنا نحن بمصطلحنا *وهم سراب الماضي* لانه اصبح شيء عدمي غير موجود ، ويقول : المختصين ان *النولستوجيا* هي اله دفاع يستخدمها العقل لتحسين الحالة النفسية والمزاج خاصة عندما يواجه صعوبة في التكيف والشعور بالوحدة ، ويعتبروه من الاساليب الناجح في محاربة الاكتئاب وقتيا ، وهنا يجب ان يلاحظ شيء مهم ان لا *يفرط بالحنين الى الماضي* لكي لا يكون عندك *الانسحاب من الحاضر* وعندها يصبح الفرد عاجز عن اتخاذ القرار الصحيح .
محل الشاهد : *اذن الحال هو الحال ومايقال وهم وسراب*
والحقيقة يجب ان نعمل ونجد ونفضل المصالح العامة على الخاصة ونعيش بما خططة الله تبارك وتعالى ونفذته الانبياء والرسل على هذه الارض عندها يكون *ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا جميل* ، وهذا ماستشهده بأذن الله الارض *بدولة العدل الالهي* المرتقب تأسيسها على يد *الامام الحجة بن الحسن المهدي* ( عجل الله فرجه الشريف ) ، والتي سيكون *عاصمتها العراق*
اللهم نشكوا اليك فقد نبينا وامامنا وكثرت عدونا ، فنناديك بحق اخر دعائم منظومة الاسوة الحسنة الامام المهدي ( ع ) ، فرج عنا فرجا عاجلا ، *يا ابا صالح المهدي ادركنا”.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار