الثقافية

نظرية مسرح السجادة الحمراء

الى السينوغراف المبدع: د. جبار جودي
كانت سجادتك الحمراء عرضا مسرحيا ملهما
الحلقة الأولى

مفهوم التسوّق الدرامي

إن فهمنا في اللعب الدرامي يتأتى من طبيعة الفهم التي لازمتنا عبر دوائر المذاهب والتيارات المسرحية كمستوى تأطر بالتنظير وتقبلته أشكال الانتاج التي تقبلت هي الأخرى أشكال القياس والتكرار مما جعلها – أي تلك الأُطر النظرية – ممكنة عامة في اعادة إنتاجها. هكذا يبدو اننا بمقتضى التغاير نؤسس، بدءً، على إيجاد شفرات لفلسفة الرؤية الجديدة ومن هذه الشفرات:
مصطلح :- العالم سوق
إن العالم حركة متناوبة بين عرض الصراعات وبين طلبها. الأمر الذي تتوارد النسب المتفاوتة بين العرض والطلب من حيث اقتضاء تلك الحركة فتكون الفكرة هي أن العالم شكل من أشكال السوق الذي تتواجد فيه البضائع من أجل إدامة زخم الصراع وحسب طبيعة الشد الناتج بين ما يعرض وبين ما يطلب.
مصطلح :- الصراعات بضائع
يأتي افتراض مركب الصراع في مسرح السجادة الحمراء من مأتى افتراض أن سبيل الوجود فكرة وماهية وأدوات عمل تتحرك عبر منظور ما: العرض المناوئ للطلب والعكس صحيح. إن وجودنا الدرامي لا يمكن إلا أن يتمثل وجود البضائع كأصل لديمومة الصراع. تلك الحركة تلعب في إنتاجها قدرات التسوّق وشدّ حبلها أطراف يمين الصراع: العرض وأطراف يسار الصراع: الطلب.
إننا في الوجود ذاته او في الوجود الفلسفي او وصولا الى الوجود الدرامي مجرد بضائع تدور عليها رحى العرض والطلب، ولهذا السبب يكون شراء الصراع من قبل الجمهور متناسبا بالحضور والتلقي والعرض، قائما على مقدار ما يقدم من عرض تلك الأفعال الدرامية بمقدار ما يكون الطلب اليها.
إذن، الوجود سوق تتنافس فيه إرادة الانتاج التي تقوم على حركة العرض والطلب. وهكذا يكون النسق الدرامي يتماشى مع ما يتقدم من فعل درامي بما يتقدم من حضور عين المشاهدة استقبالا بدواعي الشراء لذلك الفعل.
وبمزيد من القبول في تكرار حركة التسوّق إمكان قياسها. أي امكان اعادة انتاج لعبة السوق كفكرة والتسوق كفعل درامي بين طرفين خاضعين لمبدأ العرض والطلب حسب الحاجة المتراكبة بينهما.
نفهم من هنا أن المسرح عبارة عن محلات بيع متوازية في الحضور والأداء. كذلك نفهم من هنا أن قيمومة العرض المسرحي تقتضي على قيمومة مبدأ التسوق وأن التناوب بين محلّ ومحلّ يفرض تجوالنا عبر تلك المحلات لقبول الشراء والبيع تبعا لنوع العلاقة بين العرض والطلب. هكذا نكون قد غادرنا شكل العرض المسرحي بنمط العلبة وغادرنا العرض المسرحي بنمط المسرح المفتوح وصار لدينا مسرحا جديدا:
اذا كان في فضاء مغلق او في فضاء مفتوح، لا فرق في ذلك، إذ ما يستوجب ليس تمدد الأفعال على نحو التراتب كما هي الحال بالنسبة للمسرح الواقعي او تتابع الأفعال كما في المسرح التعبيري بل سنركن الى توازي الأفعال تبعا لتوازي محلات السوق الدرامي الكبير وجودا وتجارة درامية، وسنبين ذلك لاحقا.

من كتاب: في المسرح ثلاث نظريات عراقية

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار