العربي والدولي

ميدل إيست آي : «كورونا» يعصف بالشرق الأوسط

((وان – متابعة))
توقّع ماركوس كارنيلوس، دبلوماسي إيطالي سابق، أن تكون الخسائر البشرية والاقتصادية الناجمة عن تفشّي فيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19» في الشرق الأوسط «القشة التي قصمت ظهر البعير» لمنطقة متأثّرة بالفعل بالصراعات المزمنة، وانهيار البنية التحتية، وارتفاع أعداد اللاجئين، وضعف شبكات الأمان الاجتماعي وانهيار أسعار النفط.
وأضاف كارنيلوس، في مقال نشره موقع «ميدل إيست آي» البريطاني: «التوقعات الاقتصادية الإقليمية لصندوق النقد الدولي تشير إلى أن اقتصادات جميع دول المنطقة تقريباً من المتوقّع أن تشهد أكبر تراجع لها منذ أربعة عقود.. عمق الأزمة ومدّتها غير مؤكد، في حين أن ارتفاع معدّل البطالة في المنطقة، إلى جانب ارتفاع الدين العام والخارجي يعطي صورة قاتمة للوضع».
وأشار إلى أن اقتصادات بعض دول المنطقة -التي تضمن عادة تدفّقات رأس المال وفرص العمل للدول الأكثر هشاشة في المنطقة- تواجه عاصفة انهيار أسعار النفط، لافتاً إلى أن الوباء وانخفاض أسعار النفط سيكلّفان اقتصاد العالم العربي ما يُقدّر بـ 323 مليار دولار، مما يقلّل من احتمالات مساعدة الاقتصادات المجاورة وفرص العمل للمهاجرين.
وتابع الدبلوماسي الإيطالي: «في لبنان، يعاني كثيرون من أشد القيود المفروضة على الوصول إلى مدّخراتهم ويهاجمون البنوك»، مشيراً إلى انخفاض قيمة الليرة اللبنانية إلى أكثر من النصف، مع أزمة غذاء تلوح في الأفق.
وأضاف: «أما العراق، الذي أسّس أخيراً حكومة جديدة، لا يزال ساحة للتنافس بين الولايات المتحدة وإيران، مع عودة تنظيم الدولة لشنّ الهجمات، وانهيار أسعار النفط يضرّ أكثر باقتصاد يعتمد بشكل كبير على صادرات النفط الخام».
وحذّر الكاتب من أن أوروبا قد تتضرّر من ملايين من اللاجئين الذين فرّوا من الحرب الأهلية السورية والموجودين بالفعل في تركيا والأردن ولبنان، وقد يزداد تدفّق اللاجئين إذا لم يتحقّق تمويل إعادة إعمار سوريا، أو تصاعد التشنجات الداخلية في العراق، أو انهار الاقتصاد اللبناني بالكامل.
وختم الكاتب مقاله: «الاتحاد الأوروبي يجب أن يدرك أنه بالنسبة لملايين الأشخاص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، فإن الانتقال إلى أوروبا يمكن أن يبدو أفضل من البقاء في بلدانهم الأصلية، أو في البلدان المجاورة؛ حيث وجدوا مأوى مؤقتاً، ولن تكون الجدران أو الدوريات البحرية كافية لاحتواء هذه الموجة البشرية».

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار