مقالات

عجائب العراق السبع

بقلم حسن النصار:
يقال عن صاحب الحظ السيء: سبع صنايع والبخت ضايع.اي انه يمتلك كل شيء من الموهبة الى المعرفة بالاشياء والإبتكار والقدرة التفكير وإعمال العقل بالألف المهموزة من تحت ولكنه أين حط لايجد الحظ ولايحقق شيئا يحسب له ولايفرح ولايهنأ بعمل.
العراق بصراحة هكذا هو مثل صاحب الصنعة، ولكنه غير محظوظ.. فهو بلد الأرض الخصبة التي تنجح زراعة كل نبات فيها، وتخترقه ثلاثة أنهار عمر الواحد منها مالايعلمه إلا الله من الملايين من السنين والعالم كله يعرف دجلة والفرات واسرار الحياة والقصص المنسوجة بالسحر والغرائبيات والرجال العظماء وهو الذي انطلقت منه مسيرة النبوات الخالدة بدءا بإبراهيم الذي ولد في اور جنوب العراق وانطلق نحو جزيرة العرب والاردن وبقية بلاد الشام ومصر ونشر الديانات التوحيدية ومنه كان نسل انبياء الارض جميعهم بل هو ابو الديانات فالاصل هو العراق في الحضارات وفي النبوات والحكايات العجيبة.
رغم ذلك فان العراق محط اهتمام العالم وكأنه معلم اثري يريد الناس التقاط الصور عنده كما يفعل السياح عند المعالم الشهيرة ولكي تسجل الدول العظمى دولا بحق فإنها بحاجة الى احتلال العراق وتسخير كل الطاقات للسيطرة عليه والتحكم بالعالم من خلاله فهو قلب العالم وسره المكنون، وكان من نتائج الاحتلالات والحكومات الفاسدة ان انشغلت بكل شيء ولكنها اهملت الشعب وتركته نهبا للبطالة والجوع والحرمان والامية والتخلف والمرض والجهل ودون ان تكلف نفسها جهد انتشاله وكرست سياسة ان الشعب في خدمة الحكومة حتى وان اذلته واهانته وحولته الى مسخ لاقيمة له.
ماذا فعلت الحكومات المتعاقبة ممايثبت انها نفعت الشعب وقدمت له الخير وعملت على النهوض بواقعه وتطوير قدراته وابتكار الوسائل الكفيلة بتمكينه وتحقيق الرفاهية له ومنع العدوان عليه سواء من الخارج او من الداخل بفعل الفاسدين المفسدين المضلين الذين هم كالبهائم من خلال الاهتمام بشؤونهم واهمال الشعب ورميه في ساحة الذل والهوان وملاحقته في اسباب رزقه وعيشه ومنعه من الحصول على حقوقه وتكريس كل جهد لحرمانه وتركيعه.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار