مقالات

سجلات كورونا.. بين الحقيقة و الزيف

بقلم جمال العراقي ::

كوفيد 19 “19 covid” فيروس سياسي بإمتياز أدخل العالم بإسرهِ مُناكفات و سجالات ، حيث تم استغلالهُ من قبل السياسيين بإقصى ما يمكن ، البعض اعتبرهُ مُصنعاً وَصبَ سيلاً مِنْ التُهمِ على الصين الدولةِ التي كانت الحاضنة الأولى للفيروس رغم انها نفت التهمة جملةً وتفصيلا لكن المشكلة لم تنتهي بنفيها ،
حيث زاد الأمر سوءً بعدما انسحبت الولايات المتحدة الأميركية من “منظمة الصحة العالمية WHO” وذلك لإتهامها بالتواطؤ مع الصين معللةً ذلك لعدم إبلاغ المنظمة من قبل الصين و اخفاء معلومات عن سرعة إنتشار الفيروس في الصين تحديداً ومن بعدها الى دول العالم ، الأمر الذي نفته المنظمة هو الآخر ، حيث صرحت “منظمة الصحة العالمية WHO” ان الصين كانت متعاونة بشكلٍ جيد معها ، السجالات السياسية جعلت من الفيروس حجة لقرارات مصيرية كالخروج من منظمات او حتى للتغطية على فشل الأنظمة الصحية للدول ،
كل تلك السجالات السياسية بين الدول أو المنظمات العالمية جعلت الناس في حيرة من أمرهم وبدأ الشك يتسلل الى نفوسهم ، وبات الكثير يسأل عن حقيقة الوباء الذي صُنف كجائحة عالمية ،
هل هو حقيقة ام كذب ،
حيث اعتقد البعض إن الفيروس حرب بايولوجية بين الولايات المتحدة الأميركية من جهة و بين الصين من الجهة الأخرى ، وذلك للسيطرة
على “الأقتصاد العالمي”
ويعتقد آخرون ان الفيروس وباء حقيقي جاء من الطبيعة و إجتاح العالم بأسره ، اصاب مئات الألوف وقتل الألاف منهم ، ونشر الهلعَ والخوف بين الناس،
وصنفهُ البعض على انهُ فيروس عادي حاله حال الأنفلونزا العادية تم تضخيمه عبر وسائل إعلام عالمية لصالح شركات الأدوية العالمية ليدر عليها ارباح خيالية ،
بين هذا وذاك اختلطت الأوراق على الناس وجعلتهم تارة يصدقون وأخرى يكذبون بالفيروس ،
الإصابات في كل زقاق ومنطقة تقريباً في العالم
والموت بات يخطف الأقارب والجيران ، ومع ذلك هناك من لا يصدق بوجود الوباء ، وباتت انتقادات الناس لبعضهم البعض بسبب اما الحيطة والحذر او الأهمال بوسائل الحماية كلبس الكمامة والكفوف صفة ملازمة للناس ،
بت أتسائل اين تكمن المشكلة ،
هل التوعية ليست بالمستوى المطلوب ؟
ام هل إن سقوط الناس ضحايا امام انظارهم لا يكفي للأحساس بالخطر المحدق بهم ؟!!!
أو هل إن السجالات والمناكفات الدولية ألقت بظلالها على الناس البسطاء الذين بدورهم اجروا تحليلاتهم واستنبطوا بوجود مؤامرة ضدهم “نظرية المؤامرة” ،
بين الواقع والخيال ،
تبرز مشكلة إساءة الفهم بالوباء ،
حيث تكمن الواقعية من عدمها عن طريق الحس وأدواته هي اما اللمس او النظر او السمع ،
واليوم وحسب المعطيات الكل إما سقط احد اقاربه بالفيروس او رأى احدهم يعاني من أعراضه او سمع عن احدً ما قد اصيب به ، إذن الوباء حقيقة وليس قصة خيالية ، وبغض النظر عن ماهيته ان يكون طبيعياً او غير ذلك ،
المهم ترك النظريات والسجالات وأخذِ هذا الفيروس اللعين على محمل الجد لإنه بات يتسلل بصمت وخبث بين الأزقةِ والمنازل وبدأ الموت يحصد الأرواح ،
ومن هنا يجب علينا جميعاً الألتزام بالتوصيات الصحية الخاصة وعدم تعريض المجتمع لخسائر اكثر بالأرواح عن طريق الأستخفاف أو الجهل ،
ولندعوا الله سبحانهُ وتعالى ان يزيل هذا الوباء عن العالم بإسره ليعود العالم طبيعياً بلا كمامات ولا كفوف ، لأجل ان نقبلَ من نُحب ونُسلمَ عليهم بدون عوازل بلاستيكية .

أخبار ذات صلة

تعليق واحد

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار