مقالات

صحفيون ولكن ..

بقلم: المحامي مصطفى فاضل الخفاجي

بعد سقوط النظام البائد وتحول النظام السياسي من دكتاتوري إلى ديمقراطي انتشرت وسائل الإعلام بكافة أنواعها المرئي والمكتوب (الصحف الورقية و الوكالات الإلكترونية) والمسموع في العراق ومع زيادة المؤسسات الإعلامية والصحفية يزداد عدد العاملين في المؤسسات طردياً.

والسؤال الذي يثار هل العاملون في المؤسسات الإعلامية والصحفية اكتسبوا الصفة الصحفية مجرد عملهم فيها ؟

الغموض التشريعي أدى إلى اختلاف في تشخيص صفة الصحفي ومن هي الجهة التي تكسبه هذه الصفة ومن له الحق في ممارسة هذا العمل, علينا الرجوع إلى القوانين النافذة لتحديد هذه الصفة.

قانون نقابة الصحفيين عرف الصحفي في المادة(1):. هو كل عضو في النقابة.
قانون حماية الصحفيين عرف الصحفي في المادة(1/1):. هو كل من يزاول عملاً صحفياً وهو متفرغ له.

فالكثير يرى بان النصان أعلاه فيها تناقض فيما بينهما من خلال الأول أطلق الصفة على المنتمين لنقابة الصحفيين والآخر شمل جميع العاملين في الصحافة المتفرغين للعمل فهنا علينا الرجوع إلى قصد المشرع وليس ظاهر التشريع لرفع التناقض.

وبالرجوع إلى قصد المشرع أثناء تشريع قانون نقابة الصحفيين لوجدنا بان المشرع أعطى الحق للنقابة حصراً وأعضائها صفة الصحفيين ولا يحق لـ أي شخص يعمل في المؤسسات الإعلامية والصحفية بصورة دائميه إلا بعد انتماءه إلى نقابة الصحفيين العراقيين وعاقب على ذلك في المادة (36) من القانون.

ولو ركزنا في هذه المادة لوجدنا أجاز المشرع العمل الصحفي بصورة مؤقتة في المؤسسات الإعلامية والصحفية كوسيلة للتدريب ولكن لا يحمل صفة الصحفي إلا بعد الانتماء إلى النقابة .

أما الرجوع إلى قصد المشرع أثناء تشريع قانون حماية الصحفيين لوجدنا بأن تعريف الصحفي شمل العاملين بصورة مؤقتة ودائميه في المؤسسات الإعلامية والصحفية وذلك لحماية العاملين في المجال الصحفي سواء كان منتميا للنقابة ام لا أو كان يعمل في الدوائر الإعلامية الحكومية .

بذلك يتضح لنا بأن صفة الصحفي تكتسب من خلال الانتماء إلى نقابة الصحفيين العراقيين وليس ممارسة عمل الصحافة في المؤسسات الإعلامية والصحفية وخير دليل على ذلك العاملين في المكاتب الإعلامية للوزارات والدوائر الحكومية لا يتمتعون بصفة الصحفي ولا يملكون هوية نقابة الصحفيين.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار