مقالات

الحرامي الطائر

بقلم هادي جلو مرعي:
يحفل التراث الأدبي العربي بروائع القصص نثرا وشعرا عن الحمام. وفي الأدب الشعبي وصفت المرأة الجميلة بالحمامة.
يقول أبو فراس الحمداني يكلم حمامة وهو في محبسه:
أقول وقد ناحت بقربي حمامة
ألا يا جارتا لو تشعرين بحالي
أيضحك مأسور وتبكي طليقة
ويسكت محزون ويندب سال 
آلاف القصائد والأغاني والقصص مادتها الحمام، وكان رفيق العشاق في حلهم وترحالهم، وكانت الجيوش تستخدم الحمام لنقل الرسائل والأخبار، لكن التطور اللافت في مسيرة الحمام التاريخية إنه اصبح مثل فيروس كورونا المستجد قادرا على تطوير قدراته وإمكاناته ليتلاعب بالحراس، ويخدع المسؤولين، وينقض على صوامع الحبوب في بلاد الرافدين ويسرق، ويطير بعيدا، فلاتدركه لجان النزاهة، ولارجال الشرطة، ولايقدر القضاء على إصدار مذكرات قبض بحق الحمام السارق.
هو تحول مثير بالفعل أن يطير الحرامي بعد أن ذهلنا من فلم الرجل الطائر الذي يظهر قدرات خارقة لرجل في مدن أمريكية، ويلفت الانظار آليه.
في صومعة حبوب في النجف تم الكشف عن جريمة مثيرة لإهتمام الرأي العام بقيام أسراب من الحمام بسرقة كمية من الحبوب تبلغ 750 طنا وهروبها الى جهة مجهولة. بينما أظهرت مقاطع فديو عملية إمساك ببعض الحمام الذي لايبدو إنه طار منذ أيام، وهو جائع للتغطية على الحرامية الحقيقيين الذين أفلتوا من العقاب.
من الصعب إدراك الحمام السارق لأنه طار بالمسروقات، ولاندري على وجه الدقة أين نقل تلك الكمية الكبيرة من الحبوب في ظل عدم اليقين بماتقوله السلطات العراقية التي لم تكشف عن إجراءاتها، حيث لم يتم إلقاء القبض على حمامة واحدة لعلها تعترف بالجريمة، أو توصل الى خيط من خيوط الجريمة ليطلع الرأي العام على حقيقة ماجرى في تلك الصومعة.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار