مقالات

دعوا الرجل يعمل وان اخطأ قوموه

بقلم/ سمير السعد

مرت على العراق ظروف عصيبة منذ اندلاع ثورة تشرين في العام الماضي وحتى الان ,سقط خلالها الكثير من الشهداء والجرحى واحرقت فيها مباني ونهبت اخرى , وتغيرت فيها المواقف وتبدلت فيها التوصيفات , وثبت فيها الكثيرون وسقط في وحلها القلة القليلة ممن لا يستمعون لصوت الحق وصحوة الضمير , ركب على ظهرها المنتفعون وغيبت فيها حقائق وطمست فيها بطولات على وقع التظليل والتسقيط وثبت فيها حقيقيون لم يركب موقفهم احد , تبادل اتهامات لم يسلم منها احد ولا طائل منها غير تعميق الخراب في النسيج المجتمعي العراقي , كلفت حكومات وسقطت تحت صحيات الشارع حكومات اخرى , ولكن ماذا بعد؟
الوقت يمر تحت هذا الرفض وكلما مر يوم سقط شهيد وجرح اخر وكبرت الهوة التي اراد لها الاعلام المظلل بين ابناء الشعب الواحد لذلك علينا ان نفكر مليا وان نلتقط نفسا عميقا كاستراحة محارب لنقيم ما مضى ونستعد للقادم ونطرح جملة من الاسئلة الملحة :
هل الاستمرار في التظاهر بعد كل هذه الاشهر اعطى حلا جذرياً ؟ وهل اسقاط المكلفين جل طموحاتنا ؟ هل يبقى الرفض قائم بلا ضوء في النفق ؟ وماذا بعد كل هذا الرفض هل نبقى في الساحات وتعطل الحياة ونذرف ابنائنا شهداء دون ان يهتز لهم سياسي .
كي نجيب على هذه الاسئلة علينا ان نؤمن تماما بأن ما تحقق حتى وان لم يلبي الطموح فقد تحقق ببركة الشهداء وللحفاظ على هذا القليل المتحقق وتعضيده بمكتسبات جديدة علينا منح فرصة لحكومة الكاظمي التي وعدت بمزيد من العمل الذي يلبي طموح الشارع العراقي لاسيما ان حكومته جاءت كما طلب الجميع لم يسبق لاحد فيها ان عمل خلال الفترة الماضية في اي حكومة كانت وان اخطأ وكان عمله ليس بمستوى الطموح حينها سيكون الرفض اشد ,هكذا علينا ان نفكر بحكمة ووعي من خلال منح الكاظمي فرصة تنفيذ مطالب الشعب والتحضير لانتخابات نيابية جديدة وتغيير الواقع المعاش , لاسيما وان حكومة الكاظمي منهاجها والمخطط لها معروف وفق الزمن المحدد لها ولن تكون حكومة دائمية بل مؤقتة لتحقيق المطالب والتحضير للانتخابات , فدعوا الرجل يعمل وبعدها لكل حادث حديث .
‏Samir.hsnews@gmail.com

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار