الثقافية

التشكيلي إياد دبس كاظم ..الرؤية الواقعية وحرية الإبداع

قراءة نقدية / دنيا علي الحسني

في فضاء أعمال الفنان التشكيلي العراقي إياد دبس، ثمة حاجة للكتابة والنقد، وقد تقف في منتصف الطريق كيف تبدأ ومن أين تبدأ وكيف تنتهي ، هل تخوض تجربة الدخول والمجازفة بالتجول في رحاب عالمه السحري الفسيح ، إن فعلت فأنك لن تجد الوقت الكافي وقد تصاب بتخمة الألوان لما عنده من تركيز عالي الجودة في أعماله الفنية المتنوعة يتغنى فيها بحكايات تاريخية أصيلة أو تدخل متاهته التي لا توجد فيها مرجعيات تتجاور مع تجاربه الفنية المتنوعة التي قد يكون الفنان أنطلق منها أو على الأقل تأثر بها يوما ما.
واقعة الطف والمعاني الكثيرة
نجد في لوحاته يتداخل الأسلوب للمدرسة الواقعية، فتعتريك لمحه من عفوية الأداء في أغلبها ،وما إن تمعن النظر حتى تدرك أنك أمام تجربة فنية عميقة مدركة لما تفعل فائقة الحساسية مع محيطها وعلاقتها مع متناول ، وتعدد وزخم مواضيعها حيث لا تتكرر تجربة واقعة الطف وموناليزا بغداد هي الأهم ما رصدناه في أعمال التشكيلي إياد دبس فأن لوحته واقعة الطف والمعاني التي تحويها هو البعد الرمزي والواقعي على أمتداد التاريخ لما يحمله من مقومات جمالية منفردة، يمكن إعتبارها الإمتحان الحقيقي لأي تشكيلي لأنها تعبر عن إحساس القداسة بالفن، كما يقول إياد دبس هي رسالة سامية احاول ان اوصلها للناس بدون مقابل فاذا وصلت لقلوبهم اعلم بأني اصبحت انسان فتجده بلوحة واقعة الطف يجسد ثورة الامام الحسين عليه السلام وهي من اللوحات نالت الشهرة واعجاب الجميع حيث رسمها خلال سبعة اشهر وشارك بها في عدة معارض وحصلت لسنتين متتاليتين كأحسن لوحة بوزارة الثقافة في المعرض المشترك .
معالجة اخرى للعمل التشكيلي
هنالك معالجة أخرى يهتم بها وهي السعي للاهتمام بالجوانب الداخلية للعمل التشكيلي والتي يمكن أعتبارها معالجات أخرى تختزل الكثير من الأشياء والذوائب المؤثرة على بنية اللوحة ، فتارة نجده في فضاء غير محدود الألوان، وتارة أخرى أقرب ما يكون إلى الواقعية ، حيث كل لوحة لها تكنيك وخامة بين الألوان الزيتية والطباشير الباستيلي وأقلام الفحم حيث يميل أكثر شيء بلوحاته إلى الواقعية المفرطة والتكنيك المنضبط وأيضا يعتمد على أساليب كثيرة لا يعتمد على مدرسة واحدة ولا يقلد أي فنان، إنما يحب إن يكون مدرسة إياد دبس الخارجة عن كل الواقعية ولا واقعية .
المرجعيات المؤثرة
إنه من المعجبين بالفنان العراقي فائق حسن ، برسم الواقعية والفنان العالمي ليوناردوا دفنشي الذي رسم المونيلزا ولوحة العشاء الأخير التي رسم فيها نبي الله عيسى (ع) والحوارين الأثنى عشر وسميت بالعشاء الأخير .
رمزية التعبير
لقد جاءت جزء من أعمال التشكيلي( اياد دبس) لتكشف رمزية التعبير عن المرأة وحالة واقعها في المجتمع العراقي في لوحة موناليزا بغداد ، وكانت انتقالاته إجمالا تتناول أدق تفاصيل معاناتها وبشكل واضح وصريح لتمنحه ترتيل خاص بلوحاته وبرؤيته العامة عنها، فالعمل التشكيلي عن المرأة اليزيدية لم يأتي من العدم ،بل جاء ليكشف ما قد سلبه الإرهاب داعش منها لتبقى مجردة من الحقوق الإنسانية وسط تركيبة مجتمعية معقدة لا تنتبه إلى معاناتها .
محاكاة الواقع
يحتم على الكثير من التشكليين محاكاة الواقع أو نقله بأتجاه أفضل ، غير أن هذا الإحساس عند التشكيلي (اياد دبس) كان أقرب مناخاً من البقية ،ولا نقول أفضل منهم ، ولكنه إستطاع أن يعلن تمرده على نمطية وتقليدية بعض التشكليين من خلال إقترابه من أوجاع الانسان بعمق، وتجسيدها بشكل عالي جاعلاً من وجهته موضوعاً لن يتكرر وهو ما يصنفه النقاد حالة غريزية تخفي عذابات شتى .
محطات في حياة الفنان :
يتحدث التشكيلي اياد دبس كاظم عن تجربته قائلاً : كانت نشأتي بمدينة الصدر في بغداد وترعرت فيها من مواليد 1984 ، عملت أستاذ جامعي رسام ونحات ،واميل في معظم أعمالي للمدرسة الواقعية، وأعتبر أن أي فنان لا يتعمق في هذه المدرسة يعتبر فنه غير متكامل البناء ، وأنا حالياً عضو في نقابة التشكليين العراقيين ، وعضو فناني الوطن العربي بلا حدود ، وعضو مبدعي الفن التشكيلي بالوطن العربي و حصلت على جائزة الاوسكار في مصر ودرع الإبداع ، كما حصلت على 16 ميدالية ذهبية واكثر من 40 شهادة تقدير من مختلف الدول وشاركت في العديد من المعارض الجماعية والشخصية حيث نالت اعجاب واستحسان الجميع ، وأطمح للوصول للعالمية وإن يصل أكثر الفنانين والمواهب إلى العالمية وتطويرهم .

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار