مقالات

معانات / جنوبي واقع من السيء للأسوء..

بقلم حسن حنظل النصار :
لو أنك ركبت السيارة من مدن الجنوب الرئيسية الكبرى (البصرة، العمارة، الناصرية ) او أقلت ( شختورة ) عبر مياه الأهوار، فسوف تنتقل الى عالم آخر غير عالمنا ، فحكايا البؤس والقصص المرعبة ستجدها ماثلة أمام بصرك على الأرض ، منذ سنين والحال نفس الحال ، والأكواخ هي ذات الأكواخ التي تنطح الأرض منذ قديم الزمان ، والطرق المتكسرة هي ذات الطرق التي تتعثر بها المركبات في المطبات والطسات والحفر ، ومنظر الأولاد الوسخين والذين يغطي وجوهم التراب و تطوف حولها أسراب الذباب ..
هذه الأماكن المنسية يطول الحديث عن احوالها المزرية، فهي تحتضن الذهب الأسود في باطن أرضها ، وهي أكبر بقاع في البلد تصلح أرضها للزراعة والرعي ، وفيها اكبر مجمع سياحي يصلح ان يكون منتجعات عالمية ..
هذه المناطق مازالت تعيش ماقبل التاريخ بين اضلاع مثلت الفقر والمرض والجهل ، الأنظمة المتعاقبة قد سلبت ثرواتها وبددتها في الحروب والكرم العربي الزائد ، ففي النظام البائد كان النفط يتنعم به سكان الأردن وفلسطين و باقي العرب ، وعندما يهدد الخطر مصالح العرب، يلجأ النظام الى ابناء الجنوب، فيرميهم في المحارق والحروب دفاعا عن عروشهم وكي يبقى النفط نهرا جاريا يدر اموالا تنزل في جيوب الغرباء ..
وعندما ولى النظام ، برز اكثر من حوت وتمساح يلتهم الخيرات بقلب بارد ..
فمابين اطماع البارزاني و هيمنة المارد الأيراني سوف لن يتحرر الجنوب ولن يقبض من نفطه برميلا واحدا ..
كل الثورات التي انطلقت من اهوار الجنوب ، لم ترفع شعار نفط الجنوب لأهل الجنوب ، بل كانوا كرماء بلا حدود ، وكل ثوراتهم التي قبض أثمانها غيرهم ، كانت ثورات طائشة تحقق اهداف ومصالح أجنبية ، لن يجنوا منها سوى القتل والدمار و التهجير ..ماذا بعد

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار