المحلية

الأنترنيت وملمِّعو الأحذية

🇮🇶️ بقلم عباس سليم الخفاجي :

لا يخفى على أحد أن الشبكة العنكبوتية، والتي تسيطر عليها وزارة الاتصالات عن طريق ١٤ شركة انترنيت (بعضها تحتوي شراكة لمسؤولين سياسيين كبار)، قد فتحت أبوابها على مصراعيها في العراق منذ ٢٠٠٤ بشكل لافت للنظر،
إذ تشوب ملفها الكثير من القضايا مثل: الاحتكار، والفساد، والتهرب الضريبي، وسوء الخدمات، وسرقة المواطن، وتهريب السعات إلى دول الجوار، والمساهمة في نشر الفوضى والشائعات والتسقيط، ومن رحم هذا الفساد وُلد ابن عاق من عائلة (الجيوش الإلكترونية).
والتعريف المجازي لفصائل الجيوش الإلكترونية أو ما تُسمَّى بالأبواق أنهم مجموعة من المنحرفين عن المسار الصحيح بدافع مالي، تستند واجباتهم إلى شقين: الأول تلميع أحذية المسؤول صاحب “الخبزة” والترويج الإيجابي له من المديح المقرف والمبتذل. أما الشق الثاني؛ فيتمثَّل بتسقيط الخصوم واستخدام جميع الأدوات وصولا إلى الدم والعِرض، واللافت للنظر أن عمل هؤلاء المرتزقة يكون موسمياً، أي مع من يمتلك المال والسلطة حتى زوالهما، ثم يتوجهون كالذباب إلى مكان آخر فيه دبق مالي.
تنشغل بعض الطبقة السياسية بإنشاء فرق مختصة بتلميع وجوههم وطلائها بألوان ودهون أجنبية ومحلية الصنع، يعتقدون أنها جزء من تحسين السيرة الذاتية لهم، وإيهام الرأي العام بامتلاكهم الوطنية، ولا سيما فاقدوها، ظنًّاً منهم أن هذه الأساليب ستمحو التاريخ المخزي لهم، وتغطي فسادهم ولجانهم الاقتصادية وعقودهم وسرقاتهم بغطاء أبيض.
وتشترك وزارة الاتصالات بالذنب القانوني والأخلاقي والوطني فيما يسببه ملمعو الأحذية من سلبيات مجتمعية وتفكيك سياسي في بلدنا، فضلا عن الفوضى التي تشهدها مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإخبارية من تسقيط وشائعات ونشر لثقافة الفساد؛ لأنها منذ ١٧ عاما لم تقم بإنشاء بوابات للنفوذ الإلكتروني، التي يمكن من خلالها القضاء على هذه الخروق، بواسطة التخلص من الصفحات ذوات الأسماء الوهمية والمواقع الإخبارية الصفر، فضلا عن محاسبة من يُسيء استخدام المواقع الإلكترونية بشكل يضرُّ الصالح العام والخاص.
ملاحظة : ان كل ما ينشر من مقالات تعبر عن رأي الكاتب، ولا تعتبر من سياسة الوكالة، وحق الرد مكفول.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار