الثقافية

مرحلة أخرى في قراءة وحدانية الله “الحلقة الثانية”

((وان_بغداد))
بقلم الدكتور جبار صبري :
مرحلة أخرى في قراءة وحدانية الله
الحلقة الثانية
ثانيا : مرحلة الحداثة ( 1850 الى 1970 )
يمكن فهم ( اللاتوحيد ) المتخارج من المرتسم ادناه والذي يعبر عن الهوة او المسافة التي تدعو الى ذلك:
( المعنى ) الانسان / اللغة + ←← الواقع +
↓ ↓
متصل+ ←←←←←←← متصل +
في الحداثة استنزل الخالق في المخلوق. لقد تأله المخلوق على حساب الخالق. إن المعنى الكلي هو المعنى الجزئي حصرا، والذي كان محصورا في الذات/ الانسان، وألبس الانسان نفسه الصفات الكلية الموجبة، والتي اكتفت بذاتها لتكون الوجود والفهم والمعيار والوسيلة في آن واحد. ولأنها كذلك طلب أن يكون المنفصل عنها بنفس المستوى والأهمية والفعل والأداء. لذلك كان الواقع المتخارج عنها غير منفصل. بل هو متصل موجب، وسنلحظ ذلك عبر قراءتنا للمرتسم اعلاه بالنقاط الآتية:
1 – التراتب: هناك الانسان أولا، وهناك أشياء أخرى ثانيا. وهذا يعني بثانوية الله واولية الانسان. طالما ان المرجع والمعيار والحضور والايجاب هو الانسان.
2 – ان المعنى الكلي / المنفصل لا وجود له.
3 – ان اللغة / الواقع في اتصال تام.
4 – التطابقية بين الطرفين لانهما معا في الايجاب والحقيقة.
5 – ان الواقع هو يقين علم مثلما ان الانسان يقين علم مع اقرار تفاضل يقين علم الانسان بوصفه المعيار النهائي.
6 – اقتصار الوجود على المبنى وإهمال المعنى ، لذلك ان الفهم غايته المادة مثلما وسيلته المادة.
7 – انعكاس الانسان على الواقع هو انعكاس الذات على الموضوع. ومثلما ان الموضوع هو اشكال شتى، كذلك الذات في اشكال شتى. وان المنتهى بين الطرفين مجرد افتراض لانهما في طور التعدد والتغاير لا الثبات . كذلك ان شرط الانعكاس في الحداثة ما بين الذات والموضوع لا يعني التطابق مثل ذلك مثل انعكاس الصورة على سطح الماء.
8 – الذات والموضوع في مدار المكان ومأتى المعرفة عن طريق المكان يكون بالحركة والحركة انعكاس حركة. زيغ حركة لذلك. تجيء المفاهيم دائما غير متطابقة . بل تجيء منحرفة عمّا هو حقيقي.
9 – الانتهاء بالزمان تقديرا لا معنى والتناهي في ارادة المكان.
10 – الجزء في تعداد الانسان / اللغة هو الكل ، كذلك الجزء في تعداد الواقع هو الكل. لذلك لبس الجزء تعظيما لنفسه لباس الكل ونسب ذلك لنفسه افتراضا منه وتأليها له.
11 – الاكتفاء بأن الله في الطبيعة حصرا. إذن، هو فيزيقي حصرا. كل ذلك يشير وبشكل مباشر إن الاكتفاء بالعقل الانساني واطلاق هذا العقل جعل الانسان الها مطلقا، وان مقاسات هذا الاله تكمن بمقاسات الواقع الطبيعي الذي ينعكس عليه. وبالنتيجة لا وجود الى كلي واحد تتوحد عنده الرؤى. بل الوجود كل الوجود الى ذلك الجزئي الذي لابدّ ان تنفرط بسببه آجلا ام عاجلا كلّ الرؤى. الجزئي المتناهي في الجزئية الذي أخذ او لبس الكلي اللامتناهي وادعى تمثيله. بل ادعى الاكثر من ذلك انه هو ذاته الموجب، الاول، المكتفي..

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار