مقالات

أين التضامن العربي والإسلامي أيام المحنة الكبرى؟ وأي معادلات دولية ننتظر؟

بقلم الدكتور وفيق السامرائي :
ابتداء نبارك الجهود الجبارة لمنظومة الصحة الوطنية البريطانية (NHS) وقوات الجيش والفريق الوزاري في تصديهم لمحنة كورونا التي دخلت فجأة بشدة، وهذا اليوم خرج من المستشفى متعافيا من كورونا رئيس الوزراء بوريس جونسون الذي عاش مع الشعب على الهواء مباشرة ساعة بعد ساعة في بحث وتنظيم طرق التصدي لكورونا بشعبية وتواضع وجدية عظيمة، (وقد خصصت بريطانيا مئات ملايين الدولارات لدعم مجهود التصدي الدولي الخارجي لمكافحة كورونا ولدول فقيرة).
أما في الدول العربية والإسلامية فلم نر أثرا للتضامن العربي والإسلامي الذي صدعوا رؤوسنا به، ولم نسمع إلا بمساعدات مالية كويتية (وقطرية بنطاق محدود) لدول تحتاج إليها ومساعدات تركية.
الأردن مثلا، وقف صلبا أمام كورونا ونجح حتى الآن في صده بكفاءة ممتازة ولم نسمع بتبرع ودعم عربي له وهو موقف مؤسف جدا.
فأين التضامن العربي؟
وكنا على حق عندما لم نكن يوما متحمسين للتحالفات العربية والإسلامية.
وفي العراق ثبت أن التعاون الشعبي وإجراءات الدولة والقوات المسلحة والتكافل الاجتماعي عوامل قوية في تقليص وتقييد عدد الإصابات وحماية الشعب والتخفيف عن الفقراء.
العالم يمر في محنة كبرى، وسيترك التعامل الدولي أثرا كبيرا جدا على العلاقات والتحالفات، ومن يتخلف عن التعاون والتضامن (الدوليين) سيجد نفسه معزولا مستقبلا.
إنها مرحلة كسر العُقَدِ والجمود والتعاون والتضامن (على مستوى العالم كله) والتمهيد لصياغة معادلات أخرى وليست مرحلة تشفي بالخصوم والتقوقع، والتفاعلات الإيجابية على مستوى الإنسانية ستكون أقوى من ترسانات الأسلحة وعقائد الحروب العسكرية، فهل توجه الدول الأكثر ثراء الاموال للتغلب على الوباء دوائيا وإجرائيا ومنع تكرار مفاجآت الوباء مستقبلا؟

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار