مقالات

وفيق السامرائي : ماذا وراء أزيز المُسَيّراتِ فوق العراق؟ وهل (سيفكر) فريق ترامب لاحقا بحرب تعزز فرصه؟

ماذا وراء أزيز المُسَيّراتِ فوق العراق؟ وهل (سيفكر) فريق ترامب لاحقا بحرب تعزز فرصه؟ وعندما تشح المعلومات تظهر براعة وقدرات المحللين الاستخباراتيين

بقلم وفيق السامرائي :
نظرة ترامب إلى عالِم الأوبئة تظهر امتعاضا من عدم التجانس بين موقفيهما ومرارة الخشية من احتمالات (فشل مؤكد) في طمع بولاية ثانية، وتذكرنا ملامح هذا العالم الذكي بملامح صورة وكبرياء الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل.
اسوة بأبرز قادة العالم، يخوض ترامب حربا لا مثيل لها مع فايروس كورونا، الحرب البيولوجية الخفية (غير البشرية) الفتاكة، التي جعلت الحروب التقليدية كلعب اللهو والحرب النووية العظمى هراء.
لنتصور الوضع الذي تسبب في اقالة قائد أهم حاملات الطائرات الأميركية بعدما نُشرت له رسالة امتعاض شديد إلى قيادته من ضعف إجراءات حماية بحارته من كورونا.
كورونا يفتك بأميركا وعين ترامب لم تعد كما كانت على نفط العراق، ولا ثروات الخليج التي لم يحصل منها على الكثير، وساهمت حرب أسعار النفط بزيادة الضغط على الاقتصاد الأميركي بما يفوق ما حصل عليه ترامب من عقود خليجية وووو.
منذ نحو أربعين عاما كنت أستمع مباشرة بحكم الوظيفة إلى خطب المرشد الإيراني الأعلى في صلاة جمعة طهران ولاتزال نبرة الخلاف والعداء المتبادل مع أميركا لم تتبدل وازدادت تعقيدا خلال العام الأخير، وأصبح التصادم بين طرفي الخليج مستبعدا (حاليا)، بينما تتصدر (إعلاميا) وتحليليا احتمالات أخرى لصدام، غير مقصود صميميا، أميركي إيراني عبر العراق.
أزيز الطائرات (ليس إلا عمليات مراقبة، ودوريات مسلحة، واستطلاع جوي فوق مناطق حساسة من العراق، ترافقها (حتما) استطلاعات مستمرة على مدار الساعة للأقمار الصناعية لمتابعة وتدقيق ما قاله ترامب عن وجود خطط لمهاجمة فصائل مسلحة لوجود أميركي بدفع إيراني.
وكما استبعدنا مخططات الإنقلاب واحتمالات المجابهة نرى أن أزيز الطائرات الذي يسمعه العراقيون ليس إلا حملة لما ورد أعلاه.
من مخاطر التحليل أن يقع المحللون الاستخباراتيون المتصارعون ضحية المخادعة من طرف مقابل أو ثالث له مصلحة في صدام الطرفين، لكن حتى الآن يبدو الوضع مسيطرا عليه.
وزير الدفاع الأميركي الذي يبدو من الصقور المتشددين ليس لديه الخبرة الكافية ولا نظن ترك تقدير الموقف والقرار له.
ليس من مصلحة أحد التصعيد حاليا وسيتضاءل أزيز الطائرات ويتلاشى، وحتى العقوبات على إيران في طريقها إلى التخفيف الحتمي، فالحرب الكورونوية واسعة جدا وخطيرة وغير مسبوقة بتداعياتها، ومن المستبعد تماما أن يفكر ترامب وفريقه بحرب طمعا بولاية ثانية؛ لأنها ستقود إلى تداعيات خطيرة، وما اللجوء الحرب الآن إلا فكرة يأس.
ونتابع جدية إجراءات القادة والمحافظين والحكومة العراقية الفعالة بمجابهة كورونا ونثق بقدرة التحليل والتقدير العسكري والمخابراتي/ الاستخباراتي/ الأمني العراقي بمتابعة الأحداث وبتقدير (كل الأطراف) لحساسية موقف لا يقبل خطأً حساسا.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار