مقالات

رحلة نيسان الى بلاد الأمريكان

بقلم هادي جلو مرعي:
أطلت وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون بثوب أزرق شديد الزرقة كلون المحيط في يوم هاديء، وتحدثت بثقة للضيوف العراقيين في مبنى السفارة الأمريكية ببغداد، وهي سعيدة. فقد تأكد فوز الرئيس بارك أوباما بإنتخابات الرئاسة الأمريكية برغم كونها كانت منافسة له، وكررت تلك المنافسة مع الجمهوري دونالد ترامب الذي فاز بطريقة مذهلة خالفت التوقعات والآمال.
بقيت هيلاري كلنتون في منصبها كوزيرة للخارجية من عام 2009 الى العام 2013 وبعدها تفرغت لحملتها في سبيل العودة الى البيت الأبيض كرئيس للدولة بعد أن كنت سيدته الأولى عندما كان زوجها بيل كلنتون رئيسا في تسعينيات القرن الماضي، ويمكن القول: إنها عاشت في أروقة الكونغرس، والبيت الأبيض، ووزارة الخارجية، إضافة الى أنشطة أخرى مختلفة.
زرت الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2010 وكانت الأجواء رائعة طوال أيام شهر أبرل التي قضيتها متنقلا من ولاية الى أخرى، وكنت أكتشف الولايات المتحدة، ولم ألتفت الى بعض التفاهات التي تسيطر على أدمغة المسافرين عادة، وقررت أن أعيش أمريكا كصحفي وسياسي وباحث، ولم أترك نقاشا إلا ودخلته، ولامدينة إلا وتفحصتها لفهم طبيعة السياسة، وحياة الناس، والإختلاط بهم، وكانت مدينة نيويورك مثيرة للإهتمام. فهي مدينة صاخبة، مطلة على المحيط الأطلسي على ساحله الشرقي، وكانت رغبتي شديدة في زيارة مبنيي التجارة اللذين ضربتهما طائرتا سفر بقرار متطرف من جهة ما، وبعدها أخذنا سفينة سياحية الى جزيرة في المحيط، مرورا بتمثال الحرية.
تعاني نيويورك من تداعيات وباء كورونا القاتل الذي أصاب عشرين ألفا من سكانها حتى الثالث والعشرين من مارس 2020 من ضمن أربعين ألف إصابة على مستوى الولايات المتحدة الأمريكية، وهو رقم سيرتفع رويدا، وقد يفوق عدد المصابين في الصين وإيطاليا، وبينما تكافح المدينة الشهيرة لتقليل عدد المصابين فإن مدنا أخرى زرناها كميرلاند وواشنطن وبوسطن وسان فرانسيسكو واريزونا وفلوريدا تتحضر لما هو أصعب بإنتظار أن يتغلب سكان الأرض على هذا الوباء الذي يضرب كعاصفة هوجاء، ويمضي، ويترك أثرا، لكنه لايقوى على فناء الحياة، فهي ملك الله الخالق لوحده ولايفنيها غيره.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار