الاقتصادية

توالي ارتداد أسعار النفط من الأدنى لها منذ 2002 مع استأنف مؤشر الدولار الأمريكي من الأعلى له في ثلاثة أعوام

((وان_متابعة))

ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط خلال الجلسة الآسيوية موضحة ارتدادها للجلسة الثانية على التوالي من الأدنى منذ 18 من آذار/مارس، حينما اختبرت الأدنى لها منذ النصف الأول من 2002 وسط ارتداد مؤشر الدولار للجلسة الثانية في ثلاثة جلسات من الأعلى له منذ الرابع من كانون الثاني/يناير 2017 وفقاً للعلاقة العكسية بينهما على أعتاب التطورات والبيانات الاقتصادية المرتقبة اليوم الثلاثاء من قبل الاقتصاد الأمريكي أكبر منتج ومستهلك للنفط في العالم.

ويأتي ذلك وسط تقييم الأسواق لتصريحات الكرملين الروسي الأخيرة وتراجع منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة وعقب إعلان وزارة الطاقة الأمريكية الخميس الماضي عن عزمها شراء 30 مليون برميل لاحتياطي النفط الاستراتيجي في خطوة مبدئية لتنفيذ توجيهات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لملء الاحتياطي الاستراتيجي لأمريكا، مع أفاده بأن الاحتياطي في شواطئ تكساس ولويزيانا يسع لنحو 77 مليون برميل إضافي.

وفي تمام الساعة 04:58 صباحاً بتوقيت جرينتش ارتفعت العقود الآجلة لأسعار النفط “نيمكس” تسليم نيسان/أبريل المقبل بنسبة 1.76% لتتداول عند مستويات 24.29$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 23.87$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت تداولات الجلسة على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند مستويات 23.36$ للبرميل.

كما ارتفعت العقود الآجلة لخام “برنت” تسليم آيار/مايو القادم 0.11% لتتداول عند 27.75$ للبرميل مقارنة بالافتتاحية عند 27.72$ للبرميل، مع العلم، أن العقود استهلت التداولات أيضا على فجوة سعرية صاعدة بعد أن اختتمت تداولات الأمس عند 27.03$ للبرميل، وذلك مع انخفض مؤشر الدولار الأمريكي 0.37% إلى 101.76 مقارنة بالافتتاحية عند 102.14، مع العلم، أن المؤشر اختتم تداولات الأمس عند 102.49.

هذا ويترقب المستثمرين الكشف عن القراءة الأولية لمؤشر مدراء المشتريات الصناعي والخدمي ماركيت عن الولايات المتحدة، والتي قد تعكس انكماش القطاع الصناعي في أكبر دولة صناعية في العالم إلى ما قيمته 45.1 مقابل اتساع عند 50.7 في القراءة السابقة لشهر شباط/فبراير، بينما قد نشهد اتساع انكماش القطاع الخدمي إلى ما قيمته 44.1 مقابل 49.4 في شباط/فبراير.

ويأتي ذلك قبل أن نشهد أيضا من قبل الاقتصاد الأمريكي الكشف عن قراءة مؤشر ريتشموند الصناعي والتي قد تعكس اتساع الانكماش إلى ما قيمته 10 مقابل 2 في شباط/فبراير، وصولاً إلى الكشف عن بيانات سوق الإسكان من صدور قراءة مؤشر مبيعات المنازل الجديدة والتي قد توضح تراجعاً 1.8% إلى نحو 750 ألف منزل مقابل ارتفاع 1.8% عند نحو 764 ألف منزل في كانون الثاني/يناير الماضي.

بخلاف ذلك، فقد تابعنا بالأمس إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن برنامج شراء الأصول مفتوح وشراء السندات من الشركات بشكل مباشر، الأمر الذي حفز شهية المخاطرة لدى المستثمرين في الأسواق المالية في ظلال عمل صناعي السياسة النقدية في أكبر اقتصاد في العالم وفي الاقتصاديات العالمية الكبرى على التوسع في التحفيز لدعم الأسواق المالية في مواجهة التداعيات الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

وفي سياق أخر، فقد تابعنا الجمعة الماضي أعرب الكرملين الروسي عن عدم رضا روسيا ثاني أكبر منتج للنفط عالمياً حيال أسعار النفط، مع الإفادة بأن الأسعار الحالية ليست كارثة وأنه لا توجد حرب أسعار بين روسيا والمملكة العربية السعودية ثالث أكبر منتج للنفط في العالم وأكبر مصدر للنفط عالمياً ولدى منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك، موضحاً أن علاقة روسيا مع السعودية جيدة وأن روسيا لديها احتياطيات أمان ضد تقلبات الأسعار.

ويذكر أن أسعار النفط فقدت خلال الشهر الجاري نحو نصف قيمتها في أعقاب فشل منظمة أوبك وحلفائها المنتجين للنفط من خارج المنظمة وعلى رأسهم روسيا أم ما يعرف بـ”أوبك بلس” في التوصل لتسوية حيال اتفاق خفض الإنتاج العالمي للنفط والذي يقتدي بخفض الإنتاج بواقع 1.7 مليون برميل حتى نهاية هذا الشهر، حيث كانت تسعى السعودية للتوسع قي خفض الإنتاج، بينما كانت تسعى روسيا للبقاء على مستويات الخفض دون تغير.

إلا أن عدم توصل أوبك وعلى رأسها المملكة العربية السعودية وحلفاء أوبك وعلى رأسهم روسيا لاتفاق حيال مستويات الخفض، أسفر في نهاية المطاف لعدم تمديد الاتفاق وحرب أسعار مع جهود الأطراف المعنية للمحافظة على حصصهم السوقية على حساب أسعار النفط، حيث تابعنا مؤخراً التقرير التي تطرقت لعزم المملكة زيادة إنتاجها للطاقة القصوى بالإضافة إلى تقديمها لتخفيضات هائلة على أسعار البيع الرسمية للشهر المقبل.

بخلاف ذلك، فقد أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس الأربعاء الماضي عن آماله في أن ينتصر العالم في نهاية المطاف على فيروس كورونا، وجاء ذلك عقب تفشي انتشار الفيروس القاتل عالمياً وإعلان المنظمة في وقت سابق من هذا الشهر أن فيروس كورونا أصبح وباء عالمي، وفقاً لأخر الأرقام الصادرة عن المنظمة فقد ارتفع عدد الحالات المصابة بالفيروس لقرابة 335 ألف ولقي 14,652 شخص مصرعهم في 189 دولة.

ووفقاً للتقرير الأسبوعي لشركة بيكر هيوز الذي صدر الجمعة، تراجعت منصات الحفر والتنقيب على النفط العاملة في الولايات المتحدة بواقع 19 منصة إلى إجمالي 664 منصة خلال الأسبوع المنقضي في 20 من آذار/مارس، لتعكس أول تراجع أسبوعي في ثلاثة أسابيع، ويذكر أن أدارة معلومات الطاقة الأمريكية أعلنت مؤخراً عن توقعتها بارتفاع الإنتاج الأمريكي للنفط 8% خلال 2020 إلى 13.2 مليون برميل يومياً و3% في 2021 إلى 13.6 مليون برميل يومياً.

أخبار ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار